التنمية المهنية المستدامة للمعلم ضرورة حتمية لإرتقاء بالأمم

التنمية المهنية المستدامة للمعلم ضرورة حتمية لإرتقاء بالأمم

لم تعد وظيفة المعلم بشكلها القديم مناسبة لهذا العصر بما يتضمنه من التكنولوجيا الحديثة والانفتاح العالمي، ولا ينكر العالم إننا بحاجة إلى التنمية المهنية المستدامة للمعلم لعلاج القصور التي يتطلبها عصرنا الحديث وتكنولوجيا التعليم حتي يرتقي المعلم بأداءه المتوقع منه في ظل الإمكانات العديدة المتاحة بإعتباره هو حجر الزاوية في العملية التعليمية، وكلما أحسن إعداده وتأهيله وتطوره المستمر تتحسن كفاءة العملية التعليمة فالمعلم هو من يخرج الدكتور والمهندس والباحث وبدوره المسئول والفعال والمتميز، حيث أنه لاغني عن المعلم في تقدم الأمم ونهضة الشعوب.

وجاء ذلك من خلال دراسة أعدتها كلية التربية جامعة عين شمس وحصلت «سي إس آر إيجيبت» على نسخة منها، إن مفهوم التنمية المهنية المستدامة للمعلم يعرف بأنه مجموعة من الأنشطة والإجراءات التي تقوم بها المؤسسات للإرتقاء بأداء المعلم بدءًا من دوره الأكاديمي والإداري مرورا بدوره التربوي بدرجة تتناسب مع المستجدات العالمية والإقليمية والمحلية خلال الفترة التي يتواجد بها كل معلم داخل منظومة تعليمية لتحقيق الأهداف المتوقعة ضمن الخطة الاستراتيجية للمؤسسة التعليمية.

وأكدت الدراسة على أهمية تحقيق التنمية المهنية المستدامة للمعلميين نتيجة لتغيير ملامح البيئة التعليمية المحيطة بالمعلم المليئة بالعديد من الإشكاليات لتصبح بيئة محفزة تزيد من فعالية عمليات التدريس بها، والإيمان بضرورة العمل الجماعي والقضاء على فكرة المعلم بجزر منعزلة عن الآخر، بالإضافة إلى أن تحقيق الإنجاز الأكاديمي يتطلب أن يربط المعلم مجال تخصصه بكل ماهو حديث من أجل زيادة الحصيلة المعرفية للطالب فضلًا عن إدخال ثقافة الحوار بأقصى درجة ممكنة في العملية التعليمية من أجل اكتشاف الطلاب المبدعيين والمبتكريين، والذين يمثلوا قادة المستقبل، حيث تسعي العملية التعليمية في شكلها الحديث إلى اكتشاف قدرات الطلاب وتوظيفها بفعالية وفي مكانها الصحيح.

وأشارت إلى تنوع مجالات التنمية المهنية المستدامة للمعلمين إلى المجال الأكاديمي والتربوي والإدارى، حيث يركز المجال الأكاديمي على الجانب العلمي التخصصي للمعلم من خلال إمداده بكل ماهو معاصر في مجال تخصصه من أجل الربط الدائم بينه وبين ما يقوم بتدريسه من الجانب النظرى أو العملي، ويشير المجال التربوي أن المعلم جزء أساسي المنظومة التربوية التي تقوم المدرسة كمؤسسة تربوية تعليمية بتحقيق أهدافها بالتكامل مع المؤسسات الآخرى في المجتمع، ويؤكد المجال الإدارى أن المعلم هو المسئول الأول والأخير عن إدارة المنظومة التعليمية بداية من التخطيط السليم للمادة العلمية وكيفية تنفيذها ومتابعتها وتقويمها.

وأضافت الدراسة أن مجالات التنمية المهنية المستدامة للمعلمين لا تقتصر على المجال الأكاديمي والإدارى والتربوي فقط، ولكن يشمل أيضا المجال الثقافي والاجتماعي والشخصي، والتي تساهم بشكل كبير إلمام المعلم بقدر من المعرفة التي تناسب التغيرات العالمية والمحلية والإقليمية، والتواصل الفعال مع كل الموارد البشري داخل المؤسسات التعليمية بالإضافة إلى إحداث التوازن الأنفعالي للمعلم وطرق التفاعل مع طلابه بالإضافة إلى منظومة القيم التي يجب أن تتوافر لديه لأنه يحمل مستقبل المجتمع.

وأوضحت الدراسة أن تنفيذ برامج التنمية المهنية المستدامة للمعلميين يتم من خلال ثلاث خطوات أساسية وهما تحديد الحاجات الفعلية وتلبية الحاجات التي تم تحديدها والمتابعة والتقويم.

ولفتت إلى التنمية المهنية المستدامة للمعلمين تهدف إلى إعداد المعلمين قبل الخدمة وتأهيلهم أثناءها وتعد هذه الخطوات هي المرحلة الأولي لتحقيق الأهداف التنمية المهنية المستدامة والأساس التي تبي عليه البرامج اللاحقة لتهيئة المعلم داخل المنظومة التعليمية وتزويده بالمعارف الضرورية التي يتطلبها دوره الأكاديمي والتربوي.

ولاشك أن المعلم هو الأساس للعملية التعليمة وإعداد المعلم بشكل جيد هو ضمان لمنظومة تعليمية ناجحة ترتقي بها الأمم وتحقق النجاحات والنهضة في قطاعاتها المختفلة.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة