الصناديق الخيرية و مستقبل التنمية البشرية

الصناديق الخيرية و مستقبل التنمية البشرية
27 / 06 / 2019
بقلم محمد قطب، العضو المنتدب لإدارة الأصول، شركة مباشر لتكوين و إدارة الاوراق المالية و صناديق الاستثمار -

مشاركتنا هذا العام تأتى فى إطار دعم جهود تنمية المجتمع المصرى و للمساهمة فى هذه الجهود بطرح أداة مبتكرة و هي صناديق الإستثمار الخيرية.

لا يختلف اثنان فى مصر على ضرورة العمل و بخطوات حثيثة في اتجاه تحقيق هدف التنمية البشرية و المجتمعية، و لكي يتطور المجتمع فلا مفر من العمل وبشكل جاد على تطوير و تنمية الإنسان فلم يعد يقاس تقدم المجتمعات فقط بقدرتها على تحقيق معدلات نمو إقتصادية عالية إنما أمتد الأمر ليشمل قياس تطور القدرات البشرية فى المجتمع الواحد و عن طريق مؤشر “Human Development Index” والذى يشمل عناصر رئيسية ترتكز على قياس مستوى التعليم لدى أفراد المجتمع، مستوى الرعاية الصحية و تأثيرها على متوسط الأعمار و أخيراً مستوى الدخل و المستوى المعيشى للمواطنين.

يؤكد ترتيب مصر فى مؤشر التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة مدى إحتياج المجتمع المصرى للجهود الصادقة و من خلال كل مؤسساته و بأدوات غير تقليدية لعلاج مشاكله المزمنة و التى تراكمت عبر السنين.

تعد صناديق الإستثمار الخيرية واحداً من تلك الأدوات المبتكرة التى ظهرت حديثاً للدفع فى إتجاه تحقيق هدف التنمية البشرية وبشكل مستدام حيث تم تعريف هذه الصناديق على أنها صناديق إستثمارية يقتصر توزيع الأرباح و العوائد الناتجة عن إستثماراتها على الإنفاق على الأغراض الإجتماعية أو الخيرية فى قطاعات التعليم، الرعاية الإجتماعية، الرعاية الصحية، تطوير القرى و العشوائيات و أى قطاع آخر يهدف إلى تنمية و خدمة المجتمع.

تتميز هذه الصناديق بقدرتها على دعم الدور المجتمعى و بشكل مستدام حيث يساهم هذا النوع من الصناديق من خلال عوائده الدورية فى الإنفاق على تنمية الإنسان فى مصر لفترات طويلة فضلاً عن تميزها بالمرونة فى تحديد أوجه الإنفاق و بالتالي سد ثغرة نقص التبرعات فى إتجاهات معينة هامة و حيوية مثل البحث العلمى و دعم ذوى الإحتياجات الخاصة.

الصناديق الخيرية، و التى تم وضع الإطار التشريعى لها مؤخراً فى مصر، هي وسيلة مبتكرة لخدمة المجتمع المصرى و نتوقع لهذه التجربة أن تحقق نجاحاً كبيراً خلال السنوات القادمة و أن تقوم بدور حيوى يسهم بشكل فعال فى تنمية الإنسان المصرى و بشكل مستدام.

 

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة