«التعليم الصناعي» قاطرة نهضة المجتمعات.. وخبراء يطالبون بدعم المجتمع المدني لتعظيم الاستفادة منه

«التعليم الصناعي» قاطرة نهضة المجتمعات.. وخبراء يطالبون بدعم المجتمع المدني لتعظيم الاستفادة منه
بقلم admin

يحظى التعليم الفني باهتمام كبير في كل دول العالم المتقدم، لما له من دور مباشر ومؤثر في تطوير منظومة الصناعة و العملية الانتاجية التي تدعم الاقتصاد وتساهم في نهضة الدول.

 وشهدت مصر بعض التطور النسبي في منظومة التعليم الفني، حيث بدأت مدرسة السويس الفنية الصناعية المتقدمة، تطبيق نظام STEM التعليمي المتبع عالميا، وهو نظام متعدد التخصصات للتعلم بالمشروعات عن طريق دمج المناهج بتجارب عملية، يطبق الطلاب من خلالها العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في سياقات تربط بين الدراسة والعمل والمجتمع، ويتيح النظام استخدام أسلوب التعلم بالتحقق والبحث والاستقصاء وتحديد المشكلة و الأزمة التي يمر بها المجتمع، وإيجاد الحلول المناسبة لها بطريقة علمية.

 ولكن تبقي هناك بعض العقبات التي تحد من استخدام مثل هذه الأنظمة الحديثة المتطورة في الوقت الحالي، أهمها الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وإعطاء الأولوية لحل مشكلات أكثر أهميه وهو ما تم مناقشته مع خبراء التعليم.

يقول المهندس خالد فهيم مدير إدارة مدرسة السويس الفنية الصناعية المتقدمة، إن التعليم الفني و تطبيق نظام STEM في حاجة لدعم الدولة و منظمات المجتمع المدني لضمان استمراريته و تطويره، و تطبيق مشروعات و ابتكارات الطلاب بطريقة عملية، والوصول بها إلى المرحلة النهائية في التنفيذ.

 وأشار «فهيم» إلى أن التطور الذى تشهده مدرسة السويس الفنية الفترة الحالية من تسجيل براءات الاختراع والمشروعات العلمية وتطبيق نظام STEM ، يحدث بالجهود الذاتية فقط و بمساعدة بعض منظمات المجتمع المدني و بمعزل عن وزارة و أكاديمية البحث العلمي.

 وأكد «فهيم» أن طلاب المدرسة يعملون على مشروعات قد تجد لنا حلولا علمية مبنية على أساس ومنهج للمشكلات التي تعاني منها البلاد، كمشكلة نقص الطاقة التي باتت تثير قلق العالم بأكمله ، وأخرى لتحدى الإعاقة، بالإضافة إلى مشروعات بإمكانها تحويل بعض المخلفات إلى مواد يتم استخدامها في تحسين التربة و الإنتاج الزراعي.

 ولفت مدير إدارة مدرسة السويس الفنية، إلى أن التعليم الفنى لا يقل دوره عن التعليم العادي، مؤكدا على أن التعليم الفني إذا حاز على بعض الاهتمام سيصبح أكثر أهمية وستتغير نظرة المجتمع له، وذلك لتركيزه على الجانب العملى الذي يساهم في تمكين الطالب من سوق العمل وتقديم عمالة مدربة للمصانع و الشركات قادرة على الابتكار و التطوير، وإيجاد حلولا علمية مستدامة.

 وفي السياق ذاته، قال عبد الوهاب الغندور أمين عام صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، إن تطوير التعليم الفني في كل مكان له نفس القواعد و الأصول التي تعتمد على إكساب المهارات و ليس الجانب النظري.

 وأكد الغندور أن التحدي الحقيقي الفترة القادمة هو تعميم هذه النماذج الناجحة و التجارب التعليمية الجديدة، والتي بدورها تنمي مهارات الطلاب بشكل عملي أفضل، وترتقي بمهاراتهم و تؤهلهم لسوق العمل.

 وأضاف أن المشكلة الحقيقة في تعميم هذه النماذج الفترة الحالية هي التمويل، مشيرا إلى ما تشهده المرحلة الحالية من صعوبات وتحديات تجعل تكلفة تطويره مضاعفة، كونها ستشمل تجهيز المعامل و توفير المعدات من ناحية، و التشغيل والعمالة المدربة و المواد الخام من ناحية أخرى.

 وشدد أمين عام صندوق تطوير التعليم، على ضرورة إقامة شراكات وتوحيد الجهود بين منظمات المجتمع المدني – ممثلة في  المصانع والشركات- وبين الوزارات المختصة، وذلك لتطبيق هذه الأنظمة التعليمية الجديدة و تطوير منظومة التعليم الفني.

 و أكد الدكتور إيهاب شوقي، مدير وحدة تنفيذ مشروع تطوير التعليم الفني و التدريب المهني TVET، أن نظام التعليم STEM هو من أفضل أنظمة التعليم الفني، وأن تطبيقه سيضيف الكثير للعملية التعليمية في البلاد.

 وقال شوقي إن تطبيق هذا النظام في المدارس الفنية كافة، يحتاج ميزانية ضخمة قد لا تتوافر في الوقت الحالي، ولكن هناك بعض البدائل منها تطبيق النظام المزدوج، وهو أن يدرس الطالب الجزء النظري بالمدرسة، علي أن تفتح المصانع أبوابها للطلاب لقضاء فترة التدريب العملي بها، وتطبيق الجانب النظري بشكل واقعي، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيتيح للطالب تنمية مهاراته و تأهيله لسوق العمل.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة