الشباب ومهارات المستقبل

الشباب ومهارات المستقبل
04 / 07 / 2019
بقلم مصطفي مجدي – رئيس مجلس طلاب الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري -

فى توصيف بليغ ودقيق لفئة وقوة الشباب فى المجتمع المصري يمكننا القاء نظرة على قراءة احصائية سريعة لبعض المعلومات والبيانات حسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وذلك بأن الشباب في الفئة من (18-29) سنة يمثلون حوالي 21% من سكان مصر ويساهمون بنسبة 46% فى قوة العمل ، بينما يبلغ معدل البطالة بين الشباب حوالة 25.7% وتبلغ نسبة الأمية بين الشباب 16% تقريبا ، فيما تشير احصائيات استخدام الشباب لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات ان 44.6% من الشباب يستخدمون ويجيدون استخدام الحاسب الآلي و 47.4% يستخدمون الانترنت ، بينما تبلغ نسبة الشباب المستخدم للهاتف النقال 84.5%.

لعل تلك النظرة الاحصائية تعطينا صورة واضحة حول فئة الشباب المصري ، اللاعب الأكبر فى قوة العمل والمحرك الرئيسي للاقتصاد المصري والفاعل الأساسي فى القوة المعرفية ، ولعل كل هذه الأرقام تعطينا دليل بالغ الأهمية بأن الشباب المصري من أهم مقومات الدولة المصرية فى الوضع الراهن ، وبناء على تلك الأهمية وجب النظر والإنتباه الي مهارات وقدرات الشباب ، وفي هذا الصدد نطرح عده أسئلة اترك اجابه بعضها للقراء.

هل تشمل أطر مناهج المواد الدراسية للتعليم قبل الجامعي مهارات المستقبل وتستهدف مخرجات تعلم تلبي احتياجات سوق العمل المستقبلي ؟ هل تتضمن برامج التعليم الجامعي والدراسات العليا نفس الأمر؟ هل تلبي مبادرات التدريب وبناء القدرات للشباب التي ينفذها وزارات الشباب والقوي العاملة والانتاج الحربي والإتصالات والتخطيط والاستثمار وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب تلك المهارات والمتطلبات؟

الأجابة بالنسبة لي “نعم” وبشكل كبير ، ولكن فئة الشباب تحتاج جهد أعظم وأكبر وأكثر تنسيقاً وتكاملاً بين جهات الدولة والمجتمع الدولي والقطاع الخاص والجهات المانحة ، ولعل وزارة الشباب والرياضة والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري يقومان بدور تنسيقي حالياً فى هذا الصدد ليس له مثيل من قبل.

الشباب وأنا واحد منهم مقبلين دائما على الاطلاع الحر وبناء القدرات بطرق مختلفة غير الطرق الرسمية أو المنظمة ، التوجه العالمي لبناء وتطوير منصات رقمية للتعلم والمعروفة بـ(MOOCs , stands for Massive Open Online Courses ) يساهم بشكل كبير فى دعم رغبة واحتياجات الشباب فى الاطلاع الحر وبناء القدرات ، وقد قامت الدولة بجهد فى تنفيذ نموذج يحتذي به فى وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال مبادرة رواد التكنولوجيا والتي قامت على بناء منصة رقمية نافذه لمنصات تعلم مختلفة وذلك لتدريب وتنمية مهارات الشباب على البرمجة وتحليل المعلومات الضخمة والذكاء الإصطناعي والإدارة الاستراتيجية والابتكار والتفكير الناقد وادارة المشروعات.

ولأهمية التعرف على مهارت المستقبل ينبغي علينا معرفة ان فى جميع انحاء العالم تقوم ثورة التكنولوجيا بتغيير الطبيعة الأساسية للعمل فى جميع الصناعات والقطاعات التي تتميز بتقارب العالمين المادي والافتراضي ، وقد تم وصفها بالثورة الصناعية الرابعة ، فالعديد من الوظائف سوف تختفي بشكل كامل ويجري تحول وتغير فى وظائف اخري وتظهر وظائف جديدة ، وهذا كله يسبب فجوة كبيرة فى المهارات المطلوبة فى أسواق العمل الحالية والتوقعات المستقبلية لها، حيث يقدر المركز المعرفي لمستقبل العمل CFoW انه سيتم خلق ما يقرب من 21 مليون فرصة عمل جديدة فى العقد القادم من خلال تعزيز المهارات والقدرات البشرية بالأنماط الجديدة من الذكاء الاصطناعي والأتمتة “أي التحول الرقمي” ولعل من أهم المهارات التي سيتطلبها سوق العمل حل المشكلات المعقدة ، التفكير الناقد ، الإبداع ، إدارة الأفراد ، التنسيق مع الآخرين ، الذكاء العاطفي ، اصدار ودعم واتخاذ القرار والمرونة المعرفية ، وذلك كلة بالاضافة الي تعلم واجادة اللغات الأجنبية ، والتي اري ان من أهم اللغات التي يجب الاهتمام بها الانجليزية والصينية.

مهارات المستقبل ليس نظرية نتباري بها فى ميادين الحديث والنقاش ولكنه مطلب عاجل يجب احتوائه والعمل على تضمينه فى رؤيتنا ومبادرتنا للتعامل مع النشئ والشباب المصري بل ومع الأطفال ايضا ، ليس أمامنا غير ذلك لإنقاذ ما يمكن انقاذه نتيجه عدم رضانا جميعاً عن نظم التعليم القديمة والتي يجري العمل على اصلاحها اصلاحاً جذرياً حالياً مع بعض الملاحظات البسيطة والتي الغرض منها الصالح العام.

 

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة