مفاهيم «المسئولية المجتمعية» .. ما بين الماضى والحاضر

مفاهيم «المسئولية المجتمعية» .. ما بين الماضى والحاضر

المسئولية المجتمعية للشركات والقطاع الخاص أصبح من الموضوعات الهامة على المستوى العالمي لما له من دور هام وفعال في تنمية المجتمعات، حيث ظهر الاهتمام بها من قِبل الجميع، سواء كان من الأفراد أو مراكز البحوث، أو المنظمات الدولية، بجانب تزايد الاهتمام بها من الحكومات والشركات ذاتها، حتى باتت المسئولية المجتمعية جزءًا لا يتجزأ من إستراتيجيات الشركات، وهناك عدة تعريفات “للمسئولية المجتمعية للشركات”، تختلف بإختلاف وجهات النظر في تحديد شكل هذه المسئولية على مر العقود .

فالمسئولية المجتمعية للشركات، هي كل ما تقوم به الشركات طواعيةً منها، من أجل تعظيم قيمتها المضافة للمجتمع ككل، بغض النظر عن حجمها أو فيما تعمل، ويُستَخدم مصطلح “المسئولية المجتمعية” للتعبير عن دورالشركات والقطاع الخاص في المجتمع، وقد يبدو للبعض مصطلحًا جديدًا، ولكنه يحوي في جوهره أهمية ترابط تنمية المجتمع مع تنمية القطاع الخاص، حيث يُعد” “CSR في الأساس إدراج الشركات وتطويع مصلحتها مع المصلحة العامة للمجتمع.

كما تَعني المسئولية المجتمعية؛ مسئولية كل فرد تجاه المجتمع من حيث التنمية، وتبدأ المسئولية المجتمعية للشركات من التزام الشركات بالقوانين المختلفة، خاصةً فيما يتعلق بحقوق العاملين، والحفاظ على البيئة، وتنمية المجتمع.

وقد عرّف مجلس”الأعمال العالمي للتنمية المستدامة”، المسئولية المجتمعية للشركات على أنها الالتزام المستمّر من قبل شركات الأعمال بالتصرف أخلاقيًا، والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية، والعمل على تحسّين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم والمجتمع المحلي والمجتمع ككل.

كما يرجع مفهوم “المسئولية المجتمعية” للقرن الثامن عشر، والذي يُنسب للعالم “آدم سميث”، حيث عُرفِت المسئولية المجتمعية إنذاك الوقت؛ بأنها “دور المؤسسات المجتمعية في توفير أفضل تعاون ممكن لتحقيق إحتياجات ومصالح الأفراد”، فالبعض يراها بمثابة تذكير للشركات بمسئولياتها وواجباتها إزاء مجتمعها الذي تُنسب إليه، بينما يرى البعض الآخر أن مقتضى هذه المسئولية لا يتجاوز مجرد مبادرات اختيارية تقوم بها الشركات صاحبة الشأن بإرادتها المنفردة تجاه المجتمع، و بالرغم من ذلك فأنه لا يوجد إتفاق عام لدى الأطراف المعنية على تحديد تعريف واحد وواضح “للمسئولية المجتمعية”

وظهرت مفاهيم حديثة ساعدت الشركات على خلق بيئة عمل قادرة على مؤازرة التطورات الجديدة والسريعة في الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية، لذا لم تعد الشركات تعتمد في تقييمها على أرباحها، ولم تعد تعتمد في بناء سمعتها على مراكزها المالية فقط، وأبرز تلك المفاهيم؛ مفهوم “المسئولية المجتمعية للشركات CSR”، حتى أصبح دورًا محوريًا لتنمية المجتمع من القطاع الخاص، وهو ما أثبتته النجاحات التي تحققها الاقتصادات المتقدمة في هذا المجال.

كما أدركت الشركات ومؤسسات القطاع الخاص أهمية توسيع نشاطاتها لتشمل ما هو أكثر من النشاطات الإنتاجية، كضرورة معرفة مايحتاجه المجتمع، وما يعانيه من مشكلات، والعمل على إيجاد حلول لها، والأخذ بعين الاعتبار الأضلاع الثلاثة التي عرّفها مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة وهي؛ النمو الاقتصادي، التقدم الاجتماعي، وحماية البيئة.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة