الوقف الخيري و الاستدامة

الوقف الخيري و الاستدامة
27 / 06 / 2019
بقلم الدكتور محمد أمين، الرئيس التنفيذي لمجموعة علاج -

في ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات بصفة عامة ومجتمعاتنا بصفة خاصة التي لم تتمتع بعد بقدر كاف من التنمية، والتي يأتي على رأسها عدم المساواة في الدخول وتوزيع الثروات الناتجة عن اقتصاد المعرفة الذي بصورة او بأخرى تسبب في الظواهر التالية:
تكوم الثروات في ايدي قليلة.
زيادة الفردية وبالتالي متطلبات الفرد.
زيادة استهلاك المعرفة والذي ساهم بطرق إيجابية وسلبية في نفس الوقت.
وسائل الاتصال التي تتيح للجميع آن يتواصلوا ويبادلوا الأفكار جيدها وسيئها بحرية غير مسبوقة وصعب السيطرة عليها لحجم التواصل وكمية المعلومات المتبادلة والتي يصعب الحد منها ولكن يمكن التعامل معها.
ظاهرة الهجرة إلى المدن (Urbanization)
ظاهرة التطرف كرد فعل متعدد الجوانب على تهميش طوائف كثيرة من المجتمعات وخاصة في الشباب، وكذلك إحياء أفكار قديمة تراثية قائمة على الدين والمذهب والعنصرية والذاتية والاستئثار والمظلومات.
الميكنة التي تؤدي إلى تآكل وظائف الإدارات المتوسطة أو ما يوصف ب (Automation).
أصحاب الياقات البيضاء (Multi Collins).
الروبوتات (Robotics) التي تعمل على تآكل وظائف العمال أصحاب الياقات الزرقاء.
الذكاء الاصطناعي (AI) والذي سوف يعمل على تآكل الوظائف العليا. ويجب ان لا ننخدع باننا على بعد من هذه التحديات التي تواجهها الآن المجتمعات المتقدمة لآن طبيعة هذه الظواهر هي الشمولية واجتياح الحدود وسهولة استخدامها بواسطة الجميع وخاصة مع وجود المنصات والتكنولوجيات والنظم الإليكترونية العابرة للحدود والقارات:
The cloud and cloud computing
Big data and analytics
Crowd sourcing
Miniaturization
The matter and the new materials
لذلك فإن مواجهه هذه التحديات تُحتم المشاركة المجتمعية الخاصة من الشركات التي تعمل في مجالات:
Urban Development
Health
Education
وذلك في بناء وإعداد إنسان يستطيع التموضع والتعامل مع هذه التحديات. إنسان يستطع ان يشارك في انتاج المعرفة والإبداع في تطبيقاتها وكذلك استهلاكها بطريقة رشيدة لا تتسبب في ضرر. ويجب على المشرعين إيجاد بيئة تشريعية وتنظيمية موائمة لنمو وازدهار المؤسسات الغير هادفة للربحية والتي تعمل في هذه المجالات خاصةً بناء الإنسان ويمكن في هذا السياق إحياء وتطوير الأوقاف الدينية والعمل على توجيه الوازع الديني في الاتجاه السليم وهو التعاون على البر والمشاركة والتنمية واستعمار الأرض.
وعلى مجتمع الأعمال أن يكون له الريادة في خلق هذه البيئة التي تعمل كرافعة مجتمعية تؤدي الى Endowment and sustainability وذلك من خلال تخصيص جزء من مواردها المالية واللوجستية والمعرفية والنظم المتاحة والعمل الجماعي مع الشركات الأخرى في تأسيس تلك المؤسسات وتوفير أفضل الكوادر للقيام عليها وإدارتها والعمل على الاستعانة بمكاتب الاستشارة العالمية لبناء تلك المؤسسات على أسس من الجودة والتنمية المستدامة.

بسم الله الرحمن الرحيم
” فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْض”
صدق الله العظيم

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة