جنات الخلود نقطة مضيئة بالدويقة سر نجاحها الأهالي.. قدمت 450 شخصًا ناجحًا لسوق العمل.. وتسعى للاستدامة

جنات الخلود نقطة مضيئة بالدويقة سر نجاحها الأهالي.. قدمت 450 شخصًا ناجحًا لسوق العمل.. وتسعى للاستدامة
29 / 07 / 2018

الجمعية تمتلك 450 شخصًا منتجًا في منطقة اشتهرت بالعشوائية 

جميع الإداريين العاملين بالجمعية متطوعون من أهالي المنطقة

نتولى تسويق منتجات العاملين معنا بأسعار تنافس كبرى الشركات المصرية

نسعى لإنشاء شركة مساهمة لضمان الاستمرار ترسيخًا لمبدأ التنمية المستدامة

 

جنات الخلود، تلك الجمعية التي نطمح أن تكون كالحجر المُلقى في المياه الراكدة لتحريكها، فبعد عقود من اشتهار منطقة حي الدويقة ومنشأة ناصر القابعين في جنوب شرق مدينة القاهرة بالعشوائية كان للقائمين على جمعية جنات الخلود رأيًا آخر، يحاولون إثباته عن طريق جعل المنطقة صناعية، لتكون نموذجًا يحاكيه جميع القرى والمدن المصرية.

وفي حوار أجريناه مع الدكتورة زينب علوب، رئيس مجلس إدارة جمعية جنات الخلود، أوضحت أن القائمين على الجمعية من إداريين هم أهالي المنطقة ومتطوعين للقيام بمهامهم تجاه أبناء جلدتهم ومساعدتهم في عيش حياة أفضل، فقاموا بتعليمهم الكثير من الحرف اليدوية التي تساعدهم على كسب قوت يومهم، إلى جانب تعليم الأطفال وذويهم لكافة السلوكيات المتحضرة، التي تساعدهم على أن يكونوا عنصرًا فاعلًا في المجتمع، وذلك ترسيخًا لمبدأ أن المجتمعات لن تنهض سوى بسواعد أبنائها.

إلى نص الحوار:

 

• في البداية أخبرينا عن فكرة إنشاء جمعية جنات الخلود في حي شعبي كالدويقة

القدر كان له العامل الأكبر في إنشاء الجمعية، حيث أنني امتلكت صيدلية في منطقة منشأة ناصر في عام 2002 وفوجئت بعشوائية المكان، لدرجة أنني كنت متخيلة أن القاهرة خالية من العشوائيات التي تتسم بتلك الدرجة، ففكرت في إنشاء جمعية خيرية هدفها صنع مجتمع إيجابي يتعامل مع باقي طوائف المجتمع.

وكنت أحلم منذ اليوم الأول بجعل الدويقة منطقة صناعية تشتهر بالانتاج وليس العشوائية ، ففكرنا في أن تحقيق هذا الحلم لن يأتي إلا عن طريق الاهتمام بالصحة والتعليم والانتاج، وكل المقومات التي تساعد المجتمع على النهوض.

وبعد ذلك ستتحول الدويقة من منطقة عشوائية إلى منطقة صناعية، وتكون نموذجًا يتم تعميمه على قرى ومدن مصر كافة.

 

• ولكن الجمعية تم إشهارها خلال عام 2006 وليس 2002.

بالفعل أشهرنا الجمعية بعد 4 سنوات من تأسيسها، لأن عملها في البداية كان يقتصر على جمع زكاة المال من عدد من الناس بصفة شخصية، ولكن في تلك الفترة تغير الفكر لدينا وسيطرت علينا فكرة مساعدة المجتمع، فبدلًا من إعطائهم المال يجب علينا تعليمهم حرفة تجلب لهم المال إذا كانوا قادرين على العمل، ونترك إعطاء الزكاة لغير القادرين فقط، فقمنا بتوفير كل أصناف العلم لأهل الدويقة بداية من الحضانة مرورًا بأنشطة توازي مدرسة إعدادية وثانوية لتعليم السلوكيات الحسنة لأهالي المنطقة، وصولًا إلى توفير فصول محو أمية لتعليم الكبار لأن هناك عددا كبيرا من الغارمات ضحايا جشع التجار الذين جعلوهم يوقعون على إيصالات أمانة أكبر بـ 10 أضعاف من المبلغ الحقيقي الحاصلين عليه، ولتلخيص كل ما سبق يمكننا القول أن الجمعية تعمل وفقًا لاحتياجات أهالي المنطقة.

 

• أي شيء تركز عليه الجمعية في المحتوى المقدم للأطفال والأهالي في عملية التعليم.

بالنسبة للأطفال نركز جدًا على تعليم السلوكيات لأننا من خلالهم نصل إلى عائلاتهم، فلدي مقولة تلازمني دائمًا بأنني أمتلك 350 عائلة وهو نفس رقم الأطفال في الحضانة، لأن هؤلاء الأطفال ينقلون السلوكيات الحسنة إلى أهاليهم بعد العودة إلى منازلهم، ويؤثرون فيهم بصورة مباشرة.

كما أن الحضانة الخاصة بنا تشبه أي حضانه دولية ،ونقدم وجبات الإفطار والغداء للأطفال، كما ننظم عددًا من الأنشطة والرحلات، بالإضافة إلى تنظيم دورات تنمية بشرية للأهالي، حتى لا يحدث للأطفال أي انتكاسة بعد عودتهم إلى منازلهم.

أما بالنسبة للكبار القادرين على العمل، وغير الراغبين في التعليم، باعتبار أن معظم أهالي المنطقة يفضلون العمل وكسب الأموال على التعليم، تقوم الجمعية بتعليمهم حرفة تساعدهم على كسب أقواتهم بدلًا من الوقوف في طوابير أمام الجمعيات المختلفة لطلب إعانات شهرية لا تتعدى الـ 300 جنيه، فقمنا بتعليمهم الحرف المختلفة التي تساعدهم على كسب 100 جنيه يوميًا إذا عملوا بجد، وبالفعل أوقفنا الإعانات الشهرية للأشخاص القادرين على العمل وعلمناهم الحرف المختلفة، وحققنا نتائج مذهلة.

 

•حدثينا يا دكتورة عن طبيعة الحرف التي تقوم الجمعية بتعليمها لأهالي المنطقة.

قمنا بتعليمهم حرفة الحياكة عن طريق عمل أشياء بسيطة كالفوط والملايات والإسدالات، وجلبنا ماكينة تطريز لمساعدتهم على إخراج المنتج في أفضل صورة، وبالمناسبة قسم الحياكة هم من قاموا بحياكة الزي الرسمي للعاملين في الجمعية، بالإضافة إلى عمل أزياء المدارس ولدينا سابقة أعمال مع مدرسة دولية حيث قمنا بإعداد الزي الرسمي الخاص بهم.

كنا قمنا بتعليمهم أيضًا صنع الشنط الحريمي وشنط المدارس والخيامية، إلى جانب السجاد اليدوي، هم يقومون بالانتاج ونحن نتولى عملية التسويق.

 

• هل واجهتكم عوائق خلال رحلتكم في العمل بالمنطقة منذ بدايتكم وحتى الآن.

العائق الوحيد لدى الجمعية هو نجاح فكرة الجمعية، بمعنى أننا لم نتخيل يومًا تحقيق هذا النجاح، ونتيجة لذلك نحتاج لسيولة كبيرة لتوفير الخامات المطلوبة للعمل لأننا بجانب 110 أشخاص يعملون داخل مبنى الجمعية لدينا أيضًا حوالي 300 سيدة تعمل من منزلها ونحن من يوفر الخامات ويتولى عملية التسويق، فلك أن تتخيل أن الإمكانيات تكاد تكون منعدمة، في ظل خوفنا من فقد ثقة الأهالي العاملين معنا من أجل كسب الأموال، ونتيجة لذلك فكرنا خلال الفترة الحالية في الاتجاه للفكر الاستثماري لضمان الاستمرارية وزيادة النجاح في ظل تزايد أعداد العاملين معنا.

 

•ماذا تقصدين بالاتجاه للفكر الاستثماري.

أقصد أننا نتملك كنز يسمى العنصر البشري الذي يساعد على الانتاج بغزاره، ففكرنا في وضع استراتيجية لاستغلال هذا الكنز لأن الاعتماد دومًا على المتبرعين لن يأتي بالاستمرارية، لأن ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة سيقلل أعداد المتبرعين، في مقابل زيادة أعداد المحتاجين.

ونعلم جيدًا أن الاتجاه للفكر الاستثماري سيتطلب وقتًا لنجاح الفكرة ولكننا مصممون عليه، وبالمناسبة هذه الفكرة جاءت نتاجًا لحضوري Egypt CSR Forum 2018، الذي تم انعقاده في مايو الماضي والذي اهتم كثيرًا بالتنمية المستدامة، فقمت بالتفكير في تطبيق فكر التنمية المستدامة على الجمعية ومن هنا جاءت فكرة الاتجاه للاستثمار لضمان الاستمرارية، ففكرنا في إنشاء شركة مساهمة تكون نسبة الجمعية بها 51%، مقابل 49% لباقي المساهمين.

 

• كيف يتم تسويق منتجات جنات الخلود.

نحن في منافسة شرسة مع مصانع كبرى نعلمها جميعًا ولكنها لا تعلم عن الجمعية أي شيء، فقمنا بعمل علامة تجارية خاصة بنا وسميناها «جنتي»، لسهولة معرفتها من قبل المواطنين، وعند نزول المنتج للسوق حقق نجاحًا لم يكن متوقعًا نظرًا لأن سعر تلك المنتجات أقل من مثيلاتها المتواجدة في السوق والمتوفرة بنفس جودة منتجنا، كما شاركنا في المعارض المختلفة كـ«صنع في مصر».

فعلى سبيل المثال تقوم الجمعية بصنع سجاد الشانيليا من بواقي قصاقيص المشغل الخاص بالجمعية، وبعد الانتاج تقوم الجمعية ببيع السجادة الواحدة بدءًا من 40 جنيهًا حسب مساحتها، حيث أن أعلى سعر يكون لمساحة 160×2 بـ 500 جنيهًا، مع العلم أن هذا النوع من السجاد مرتفع السعر في السوق.

 

• هل تقوم الجمعية بأنشطة صيفية لأهالي المنطقة.

بالفعل قمنا بإعداد نشاط صيفي ناجح هذا العام، وبالمناسبة حاولنا إقامته قبل ذلك في السنين الماضية ولكنه كان يفضل لسبب ما نظرًا لأن جميع الإداريين في الجمعية متطوعون، ولا نمتلك عمالة تأخذ مرتبات من الجمعية، ولكن نشاط هذا العام مختلف حيث قمنا بالإعداد له قبل 6 أشهر كاملة من الصيف، ولضمان نجاحه وفرنا عوامل الجذب المناسبة عن طريق إعلام الأهالي بأننا سنعلم أطفالهم الحرف، تلك الحرف سنقوم بعرضها في معرضنا الخاص ومن ثم بيعها، وكل ذلك مقابل مبلغ رمزي جدًا من أجل توفير الخامات، ويحصل المتقدم على خصم إذا أحضر أخوه أو جاره أو أي شخص آخر.

وبالمناسبة جميع العاملين بالجمعية من أهالي المنطقة لأنهم أدرى بأمورها من أي شخص آخر.

 

• هل هناك مبادرت مستقبلية للجميعة في المنطقة.

بالفعل ستقوم الجمعية خلال الفترة المقبلة بإطلاق مبادرة تحت مسمى «صنع بفخر في الدويقة»، ولكن لا يمكنني تحديد الميعاد بدقة، فيمكننا القول بأنها ستكون خلال الشهور المقبلة.

 

 

 

 

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة