حوار…مسئول الشراكة بتكتل «كوتاك ماهيندرا»:مسئولية الأعمال التجارية حجر زاوية للتنمية المجتمعية بالهند

حوار…مسئول الشراكة بتكتل «كوتاك ماهيندرا»:مسئولية الأعمال التجارية حجر زاوية للتنمية المجتمعية بالهند
06 / 12 / 2017

حوار شامل حول المسئولية المجتمعية في الهند وأبرز سمات رواد الأنشطة المجتمعية.

روهيت راهو : المسئولية المجتمعية في الهند تتخذ شكلا مؤسسيا ليتحمل الجميع مسئوليته أمام الصالح العام.

لاتزال الممارسات المهنية المسئولة مجتمعيا تدور في أروقة المناقشات بعيدا عن التنفيذ الفعلي على أرض الواقع ، لذا ينبفي معالجة التحديات المتعلقة بالمسئولية المجتمعية للشركات، وأجرى موقع «إنديا سي إس آر» حوارا شاملا مع أحد رواد المسئولية المجتمعية للشركات والتنمية المستدامة بالهند، وهو “روهيت راهو”، رئيس التواصل المؤسسي والمسئولية المجتمعية والتجارية بمجموعة “كوتاك ماهيندرا”، وهي تكتل تأمينات وخدمات مالية ومصرفية رائدة في الهند ، وكشف النقاب عن عدة استراتيجيات وممارسات مختلفة للمؤسسة، وسياسة المسئولية المجتمعية للمصرف ، واستعرض لمحات من أدوار ومهام رواد المسئولية المجتمعية للشركات.

ما هو مفهومك عن رواد المسئولية المجتمعية؟ ولماذا؟

تلعب المؤسسات التجارية والهياكل الحكومية والمنظمات غير الهادفة للربح دورا حيويا في المجتمع، فهي الأداة التي تحقق عنصر الرفاهية لبعض أفراد المجتمع المحرومين، وتعتبر المسئولية المجتمعية للشركات ركيزة أساسية بالمنظمة وتعمل مع مختلف أصحاب المصلحة لتحقيق الصالح العام للمجتمع.

ويُظهر رائد المسئولية المجتمعية التزما من خلال تبني عمليات واستراتيجيات عمل ملائمة، ففي رأيي، المسئولية المجتمعية للشركات ليست عملا خيريا ولا تبرعات، وهذا بالفعل ما ينص عليه قانون المسئولية المجتمعية للشركات لعام 2013.

فعلى رائد المسئولية المجتمعية أن يخلق العائد المجتمعي ، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون مدركا للعواقب المباشرة، وغير المباشرة، وأيضا غير المقصودة لأفعاله على أصحاب المصلحة المختلفين، وعليه أن يسعى لخلق التأثير المجتمعي ، ففي بنك «ماهيندرا»، نحن نؤمن بمفهوم العطاء المجتمعي إلى جانب بناء ثقافة المسئولية للأعمال التجارية.

مارؤيتك في إلزامية المسئولية المجتمعية للمؤسسات بموجب قانون الشركات لعام 2013؟

على الأرجح، تمتلك الهند أقدم تقليد في العالم عن المسئولية المجتمعية، وعلى الرغم من حداثة مصطلح المسئولية المجتمعية للشركات، إلا أن المضمون في حد ذاته يرجع إلى آلاف السنين ، حيث طورته الهند خلال عدة مراحل، كالمشاركة المجتمعية، والانتاج المجتمعي ذو المسئولية، وعلاقات الموظفين المسئولية مجتمعيا.

ويمكن إلقاء الضوء على بعض الأمثلة التي تبرز مدى اهتمام الهند بالتنمية المجتمعية، حيث شدد فلاسفة ومفكرون هنود على الممارسات الأخلاقية والمبادئ في الأعمال التجارية، كذلك في عصر ما قبل الاستقلال، اعترف تاتا، بيرلا، غودريج، وباجاج رواد الصناعة بأهمية المسئولية المجتمعية للشركات في تحقيق رفاهية المجتمع المحلي، حيث شيدوا المؤسسات الخيرية، وآمنوا بالتعليم، والرعاية الصحية، والتنمية التطوعية المجتمعية، وكذلك حث ماهتما غاندي الأغنياء على مشاركة ثرواتهم، وجاء ذلك خلال نضاله من أجل الاستقلال.

وبذلك نرى أن المسئولية المجتمعية والعمل الخيري قد سبقا القانون الإلزامي الذي فرض عام 2013، فالدولة تعطيها إطارا قانونيا ومؤسسيا منذ فترة قريبة، فعلى المدى الطويل، ستتخذ المسئولية المجتمعية شكلا مؤسسيا تحت راية هذا القانون، كما ستتعمق وتتوسع في أهميتها، وسيتحمل الجميع مسئوليته أمام الصالح العام.

ما نوعية المشروعات المجتمعية التي ينفذها بنك ماهيندرا كوتاك في الآونة الأخيرة؟

تركز المسئولية المجتمعية لكوتاك على بعض القطاعات المتضمنة في سياسة البنك المجتمعية، وهي تشمل التعليم، النظافة والرعاية الصحية، التنمية المستدامة، الرياضة، تعزيز المهارات المهنية وسبل الحياة، الحد من أشكال عدم المساواة التي تواجهها بعض الأقليات المتخلفة اقتصاديا أو اجتماعيا، الإغاثة وإعادة التأهيل، وتنظيف الهند.

من هم شركاؤكم التنفيذين؟

تلتزم كوتاك ببرامج المسئولية المجتمعية للشركات سواء كان بصورة مباشرة أم من خلال وكالات التنفيذ، كما أن التعليم يمثل قطاع التركيز الرئيسي للمسئولية المجتمعية في كوتاك، حيث يسعى البنك إلى توفير تعليم جيد ومتاح وبأسعار مقبولة للفئات المحرومة في المجتمع، فتعمل مؤسسة كوتاك التعليمية « كيه إي إف» كمحرك رئيسي للمجموعة لتنفيذ مشاريعها وبرامجها المجتمعية الخاصة بالتعليم.

ويذكر أن مؤسسة كوتاك التعليمية «كيه إي إف» تأسست عام 2006، وتلعب بشكل متوسع في ديونار وغوفاندي، حيث أن هذه المناطق تحتل أدنى مرتبة في مؤشر التنمية البشرية، وتسعى المؤسسة المؤسسة من خلال برامجها الثماني التي تركز على التعليم، إلى توفير حلول جذرية للقضاء على الفقر في هذه المناطق الريفية.

وشاركت «كيه إي إف» حتى 30 سبتمبر من العام الجاري في تحقيق الاستفادة لـ43 مدرسة، و48823 طالبا، و3597 ولي أمر، وما لا يقل عن 700 شاب، كما نجحنا في حصول طلابنا من المدارس الشريكة لدينا على قبول في كليات الهندسة الحكومية والطبية.

وعلاوة على ذلك، ندير العديد من برامج المسئولية المجتمعية بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني كـ«تيتش فور إنديا»، «أوليمبك جولد كويست»، وغيرهما من المنظمات الموثوق بها ، وكذلك تدخل كوتاك بالتعاون مع هذه المؤسسات غير الهادفة للربح الموظفين والمبادرات التطوعية في البرامج المجتمعية، مثل بناء منازل للفقراء والمحتاجين من أجل الإنسانية.

وخلال السنوات الماضية، دعم الموظفون العديد من المنظمات الصحية والتعليمية والخدمية وحتى جمعيات ذوي الإعاقة، وأنا فخور جدا بأن أقول إنه يتم معرفتنا عام بعد عام كأكبر أو ثاني أكبر مؤسسة ممولة لمشروعات المسئولية المجتمعية.

ما الإجراءات التي تتخذها الشركة لتقييم الأثر المجتمعي؟

يتم قياس التأثير المجتمعي على المستويين الكمي والكيفي، فهناك عدة عوامل مثل اختبار «أيه إس إي آر» لقياس التحصيل الدراسي بين الطلاب، ومعدلات التسرب من التعليم، والتغيرات السلوكية في المدارس القيادية من (لا استطيع) إلى (استطيع)، والحد من فقر الدم والفقر، وغيرها، فكل هذا يساعدنا على تقييم تأثيرنا.

هل تمتثل المؤسسة إلى بعض المعايير الصناعية والمبادئ التوجيهية مثل أيزو 26000 أو 14000 «جي آر أي»؟

تعتبر كوتاك البيئة والمجتمع والحكومة جزء لا يتجزأ من مهام العمل، حيث يتم ترسيخها في نظامها وعملياتها، ومن خلال ذكر هذه الممارسات في السياسة العامة، فإن كوتاك تضمن الامتثال للمتطلبات القانونية، كما تكشف عن جهودها المضنية في تقديم ما يتخطى الإلزامات القانونية فيما يتعلق بخدمة المجتمع.

ومن خلال هذا فإن البنك قد حدد الوسائل التي يمكن من خلالها تحسين نظم الإدارة الداخلية والمنتجات والخدمات لإحداث أكبر أثر إيجابي للمجتمع والبيئة، كما أن أنشطة الأعمال في كوتاك يتم إجرائها بأسلوب شفاف وخاضع للمساءلة، مع تدعيمها بإطار للسياسات ومدونة لقواعد السلوك، وألية مراقبة ملائمة لضمان الإلتزام بالممارسات الأخلاقية للعمل.

وتلتزم كوتاك بالتسعة مبادئ التابعة لإرشادات الدولة التطوعية الخاصة بالبيئة والمجتمع و المسئولية الاقتصادية للأعمال التي أعلنت عنها وزارة شئون الشركات الهندية في عام 2011، كما تلتزم أيضا بالبند رقم 135 في الجدول السابع من قانون الشركات لعام 2013.

ما مدى أهمية توصيل أنشطة المسئولية المجتمعية التي تقدمها الشركات للجمهور العام؟

المعني الجوهري للمسئولية المجتمعية يرتبط بمدى تفاعل المؤسسة مع المستفيدين ، مع وجود عنصر الشفافية، فهي عبارة عن فتح باب التدقيق العام، مما يدعم من صورة المؤسسة وإطارها الحوكمي ، كما أنه شرط رئيسي لإضفاء الطابع المؤسسي على برامج المسئولية المجتمعية للشركات، لذلك تم تضمين إطار الشفافية في قانون الشركات لعام 2013.

كما أن التواصل مع الجمهور العام حول أنشطة المسئولية المجتمعية للشركات بأسلوب يسهل فهمها من جانبهم مهم للغاية، حيث أن العامة من غير المرجح أن يصلوا إلى التقارير الختامية السنوية للمؤسسات، لذلك لكي تحقق الشركات الفعالية المطلوبة فعليها وضع مشروعات طويلة المدى، وذات تأثيرات مباشرة بالصالح العام.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة