دراسات عالمية:  مركبات الغاز الطبيعي رافد لتطوير سوق الوظائف الخضراء

دراسات عالمية:  مركبات الغاز الطبيعي رافد لتطوير سوق الوظائف الخضراء
13 / 08 / 2020

مع تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الدولة لن تسمح بترخيص سيارات البنزين الجديدة إلا إذا كانت تعمل بالغاز أيضا، وأن هذا الأمر هدفه الحفاظ على البيئة، والموارد التي لدى الدولة والاقتصاد وحياة المواطنين ، فإن المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي تقدم مجموعة من الفوائد الاقتصادية والبيئية والمجتمعية تشمل توفير وقود محلي منخفض التكلفة ، تطوير سوق الوظائف الخضراء ، تحسين جودة ونوعية الهواء ، الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة ، تقليل الاعتماد على البترول وتوفير مسار لاقتصاديات الهيدروجين.

وتعتزم الدولة على تحويل السيارات بكل فئاتها وأنواعها والتي تعمل بالبنزين والسولار والتي مضي عليها 20 عاما للتحويل إلي غاز إذا كانت حالتها تسمح، أو تخريد السيارة التي لا تتحمل علي أن يتم اعتبار السيارة في تلك الحالة مقدم لسيارة جديدة لصاحب السيارة وتقدم الدولة له كل التسهيلات.

 توطين مركبات الغاز الطبيعي في مصر

بدأت مصر مشروع استخدام الغاز الطبيعى كوقود بديل في السيارات والمركبات منذ منتصف التسعينيات بعدما قامت وزارة البترول بتأسيس شركتين تابعتين للوزارة (غازتك – كارجاس) لإنشاء محطات التموين بالغاز الطبيعى وتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي.

بالتزامن مع الاكتشافات الأخيرة للغاز الطبيعي في المتوسط ، وتحقيق الاكتفاء الذاتي ، بات استخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات ضرورة ملحة لترشيد فاتورة استيراد البنزين والحفاظ على مكتسبات الدولة المصرية علاوة على تقليل من الانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة الناجمة عن استخدام البنزين والديزل.

لدى مصر 6 ملايين سيارة من كل الأنواع والفئات “ملاكي ونقل وأجرة وأتوبيس”،وقالت الدكتورة نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، إن شروط تحويل السيارات التى تعمل بالبنزين إلى الغاز الطبيعى تتمثل في المركبة التي لم تكمل 20 عاما وتعمل بالبنزيني وقدرة موتورها لا تقل عن 75% ، موضحة أن تكلفة تحويل السيارة تتراوح بين 9 إلى 12 ألف جنيه، يتم سدادهم خلال 5 سنوات عبر أقساط تسدد عند كل مرة تفويل للسيارة.

ووفقا لوزيرة التجارة والصناعة، فإن تكلفة تحويل السيارات من البنزيل إلى الغاز ما بين 8 آلاف جنيه إلى 12 ألف جنيه، فيما قدر الخبراء إجمالي التكلفة لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى بحوالى 8 مليارات جنيه خلال ثلاثة سنوات، وستؤدى إلى خفض فاتورة استهلاك الوقود وترشيد الاستيراد من الخارج بنحو 40 في المائة.

وتعتزم الدولة إنشاء 366 محطة للغاز الطبيعى ، ضمن خطة تحويل السيارات إلى الغاز الطبيعى، خاصة أن هناك برنامجا قوميا متكاملا لتحويل كل أنواع السيارات القديمة فى إطار الحرص على الارتقاء لنمط الحياة، وتوفير سيارة تعمل بالغاز، وكذلك دخول سيارات الملاكى التى مر على تصنيعها أكثر من 20 عاما، وهذه مبادرة قومية للارتقاء بنقل الأفراد وتشغيل مصانع السيارات وتقليل معدلات التلوث.

وتتضمن مبادرة إحلال السيارات تسهيلات للتمويل، مشيرة إلى أنه تم حصر مليون و800 ألف مركبة ضمن هذه المبادرة بالتنسيق مع وزارة الداخلية، بقيمة 320 مليار جنيه.

وبحسب خبراء فإن استخدام الغاز الطبيعي سيحقق قيمة مضافة بدلا من بيعه بشكل خام، ويوفر علي الدولة دعم المحروقات، علاوة علي انتعاش للصناعات المغذية والتي تعاني من الركود منذ فترة علاوة على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الشركات العالمية ، خاصة أن التركيز علي الإحلال سيدعم الصناعة المحلية حيث سيغري الشركات العالمية لتوطين صناعتها داخل مصر للاستفادة من هذه الميزة.

دراسات عالمية لمزايا مركبات الغاز الطبيعي

بحسب موقع “socalgas” فإن المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي تأثير فوري وإيجابي على قضايا جودة ونوعية الهواء وأمن الطاقة والصحة العامة ، فهي مصدر نظيف للانبعاثات

حيث تنتج فقط مايترواح بين 5 ـ 10 في المائة من الانبعاثات المسموح بها ، حتى بأكثر المعايير صرامة اليوم ، تنتج مركبات الغاز الطبيعي غازات دفيئة أقل بنسبة 20-30 في المائة من المركبات التي تعمل بالبنزين أو الديزل.

وأضاف الموقع أنه وبشكل عام يعد الغاز الطبيعي أحد أنظف أنواع الوقود البديلة المتاحة حاليا ، حيث يمكن أن يقلل الغاز الطبيعي من انبعاثات أكسيد النيتروجين والهيدروكربونات التفاعلية التي تؤثر على طبقة الأوزون ، باعتبارها المكون الرئيسي للضباب الدخاني ، وبنسبة تصل إلى 95 بالمائة. ويمكن أن تخفض الغازات السامة أيضا مثل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 30 في المائة ، وأول أكسيد الكربون بنسبة 85 في المائة ، وانبعاثات الجسيمات المسببة للسرطان بنسبة 99 في المائة.

ووفقا لتحليل أجرته مؤسسة “TIAX، LLC” الأمريكية فإن  المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي تعمل على حدوث تخفيض بنسبة تصل إلى 30 في المائة في انبعاثات الغازات الدفيئة (GHG) للمركبات الخفيفة، وما يصل إلى 23 بالمائة بالنسبة للمركبات المتوسطة إلى الثقيلة ، ذل إذا ماقورنت بالمركبات التي تعمل بالبنزين والديزل.

وبحسب المؤسسة ، فإن كمية ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكربون تم إزاحتها  بعد الاعتماد على المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي بديلا عن البنزين و الديزل ، ووصل هذا الرقم في عام 2008 فقط إلى مايقرب من 229000 طن متري من ثاني أكسيد الكربون ، مايؤكد فرضية أن المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي هي أحد أنظف الخيارات لليوم وغدا.

وذكر مركز بيانات الوقود البديل التابع لوزارة الطاقة الأمريكية أن المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي بدلا من البنزين والديزل هي أقل مصدر للضوضاء والروائح حيث مستوى ضغط الصوت لمحرك تلك السيارات أقل من محرك الديزل ، مما يسبب ضوضاء أقل بنسبة 90 في المائة . وهذا يجعل المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي خيارا جيدا بشكل خاص في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية أو المركبات التي تعمل في الليل. بالإضافة إلى ذلك ، فإن إعادة التزود بالوقود بالغاز الطبيعي المضغوط ، مقابل البنزين أو الديزل ، يقلل من انبعاثات الروائح والبخار ، كما أن الغاز الطبيعي المضغوط لن يكون مصدرا ملوثا للمياه الجوفية ، حيث لايضطر مالكو محطات التزود بوقود الغاز الطبيعي إلى مواجهة خطر التسرب من خزانات تحت الأرض ، وهو اعتبار رئيسي مع الوقود السائل الآخر.

ووفقا للمختبر الوطني للطاقة المتجددة التابع لوزارة الطاقة الأمريكية “إن البنية التحتية للتزود بالوقود للمركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي متنامية ومستدامة طوال الوقت ، حيث من الممكن أن يصبح الهيدروجين الوقود الأساسي لوسائل النقل  في مرحلة ما في المستقبل ، وبالتالي فإن استخدام الغاز الطبيعي المضغوط للنقل الآن يساعد في إنشاء جسر لمستقبل الهيدروجين”

وأضاف “يمكن أن يساعد التقدم التكنولوجيي للوقود الغازي اليوم في الانتقال إلى شبكة نقل مستقبلية تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين ،  حيث يعتبر الغاز الطبيعي من خطوط الأنابيب الموجودة حاليا بالفعل كما يحتوي على المادة الأولية للوقود في إنتاج الهيدروجين”.

وذكرت إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية أن المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط (CNG) توفر مزايا كبيرة مقارنة بالمركبات التي تعمل بالبنزين. حيث أن تكلفة الغاز الطبيعي المضغوط أقل بكثير من البنزين أو الديزل ، وبالتالي ستكون المدخرات مع الغاز الطبيعي المضغوط أكبر.

ونوه “SoCalGas” إلى أنه قد تتوفر منح وحوافز كبيرة من مجموعة متنوعة من المصادر للمساعدة في شراء الغاز الطبيعي المضغوط أو بناء محطات وقود الغاز الطبيعي ما يساعد في تقليل الاعتماد على النفط الأجنبي ، وذلك بفضل تقنيات الاستكشاف والإنتاج الجديدة التي زادت من احتياطيات الغاز الطبيعي حول العالم.

وأضاف أنه على نطاق عالمي فإن سوق المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي هائل ومتنامي ، فهناك الملايين من المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي في جميع أنحاء العالم.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة