متطوع او موظف؟

متطوع او موظف؟
27 / 06 / 2019
بقلم محمد عبد الرحمن -

في بعض الاحيان يختلط الأمر علي من ليس لهم صلة مباشرة بالعمل الأهلي في مصر من حيث طبيعة عمل هذه الصناعة الهامة الذي ينتمي لها عدد كبير من المصريين و تخدم ملايين من المستحقين. و ما يدهشني هو السؤال المتكرر الذي يوجه الي:
“هو حضرتك بتشتغل دوام كامل و بشكل يومي مع المؤسسة؟”
و عندما أجيب بأن هذا عملي الأساسي و اليومي، أقابل عادة بالسؤال الثاني:
“ايه ده! كل يوم في العمل التنموي و عمل الخير؟”
حينها يكون ردي الذي دائماً اكرره و أؤمن به:
“و هو عمل الخير ممكن نسيبه و لو يوم واحد؟ و لو سيبناه، مين اللي هيعمله؟ و للعلم انا و كتير زيي بنعمل الاتنين، بنشتغل موظفين و متطوعين في نفس الوقت”
يختلط أحياناً مفهوم التطوع بالوقت و الجهد و الذي يكون عادة لعدد ساعات محددة شهرياُ مع الحاجة الدائمة لوجود كيانات مفعلة تعمل طوال العام، الذي بطبيعة الحال يحتاج الي جهاز اداري مدرب و تم اختياره بعناية ليكون مسؤول عن التشغيل المستمر لهذه الكيانات الضخمة التي تقدم خدمات مختلفة و مستمرة لقطاع عريض من المصريين.
و الجدير بالذكر ان مجال التطوع في صورته الحالية يؤكد علي اهمية تطوير هذا المجال للاستخدام الامثل لطاقات عدد كبير من المتطوعين بإختلاف اعمارهم و خلفياتهم و اهتماماتهم، ليصل الي الرسالة السامية التي تعطي المتطوع الاحساس بقيمته داخل المجتمع و عدم اقتصار نظرة المجتمع علي المجهود البدني فقط الذي يقوم به عدد كبير من المتطوعين. بل يجب ان يتم تسليط الضوء علي الاعمال التطوعية لذوي الخبرات المختلفة كأعضاء مجالس الامناء و اعضاء اللجان الفنية الاستشارية و كل من يتطوع بخبرته و علمه لتطوير العمل التنموي و الاهلي في مصر.
و من واقع خبرتي في هذا المجال و بصفتي نائب للعضو المنتدب لمجلس الأمناء بمؤسسة مصرالخير و التي تعتبر من اهم المؤسسات التنموية في مصر، هو ما قرأت من دراسات و ابحاث عن الاعمال التطوعية، فأري ان دورنا جميعاً ان نولي اولوية كبري للاهتمام بملف التطوع في مصر لأنه منظم بشكل كبير في الخارج و يوجد امثلة متميزة جدأ تحدث تأثيراً جوهرياً في الخطط التنفيذية و تحقيق اهداف المؤسسات التنموية بإختلاف انواعها.
هذا بالإضافة الي أهمية وجود هيكل تنظيمي قوي، يتم انتقاء افراده بعناية، يكون معين بشكل دائم بعقود عمل سنوية لضمان التواجد المستمر في المجتمع و تقديم الخدمات المختلفة بشكل متصل لمؤسسات العمل الأهلي و بالتالي خدمة أهدافها و مستحقيها و اصحاب المصالح المختلفة.
لذلك وجود توازن بين هيكل تنظيمي متعاقد مع افراده بشكل دائم و إدارة قوية لملف المتطوعين بإختلاف انواعهم هو الحل الأمثل للنهوض بالعمل الأهلي و نمو هذا القطاع الهام في مصر.
لأن مما رأيت، فالمتطوع يعمل بقلبه تجاه القضية التي يؤمن بها و الموظف يعمل بعقله و قلبه تجاه المؤسسة التي ينتمي اليها و يريد ان تتطور و تنمو و تستمر لتخدم نفس القضية.
لذلك أملي و هدفي هو أن يكون لدينا في مصر موظف بروح المتطوع و متطوع بإحساس و إصرار الموظف.

شارك الخبر

التعليقات

  1. منال فؤاد عبد الرحمن

    توضيح حقيقي وممتاز. ناس كتير شايفه ليهيبقي في هيكل. اداري. مادام في متطوعين. لولا الهيكل الاداري اللي بدوام عمل كامل. لم يكون هناك مشروعات. دائمه. يعمل بها تامتبرعوم. الف شكر. علي التوضيح والشر

  2. نهاد مجدي محمد

    فعلا افخلط بين المعنيين موجود دائما مع الناس و من ليس لديعم خبره عملنا التنمويه التطوعيه و بالفعل كثيرا نا احب ان لعطي من حهدي ووقتي في العمي الوظيفي اليومي اجزاء كثيره للتطوع او باحساس الصدقه بالجعد و الوقت لاجمل و اعظم عمل اقوم بع يوميا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة