تنشيط السياحة ما بين “ميسي” و”سميث”

تنشيط السياحة ما بين “ميسي” و”سميث”
بقلم لمياء كامل ، رئيس شركة سي سي بلس -

“هذه أفضل رحلة حصلت لي في حياتي.. ومصر جميلة أكثر مما نتوقع” بهذه الكلمات أرسل النجم العالمي ويل سميث، خلال زيارته لمصر، برفقة بعض أفراد عائلته، أقوى صورة إيجابية تساعد في الترويج للسياحة المصرية، بعكس محاولات استنطاق لاعب برشلونة الإسباني ليونيل ميسي، الكلمات حول زيارته التي قام بها إلى مصر ضمن الترويج لحملة السياحة العلاجية.

ومن وجهة نظري أن زيارة نجم كرة القدم ليونيل ميسي لمصر لم تكن إلا فرقعة وضجة إعلامية لصالح الشركة الراعية للحدث، ولم تستفد الوزارات المعنية من زيارته، وتكرر الأمر بزيارة النجم العالمي ويل سميث لمصر، ولكن رسائل  “سميث” الإيجابية كانت أقوى مليون مرة من تلك التي أرسلها لاعب نادي برشلونة الإسباني.

الانتقادات العديدة التي وجهت إلى زيارة ميسي، بالرغم من شعبيته، خاصة من ناحية التنظيم و”الهرجلة” التي كانت السمة الأساسية، والذي كان واضحا في استياء نجم الكرة منها بالإضافة إلى عدم تحقيق الزيارة هدفها بشكل جيد، في حين استقبل المصريون خبر تواجد ويل سميث في القاهرة بحفاوة كبيرة، تجعلنا نقول إن زيارته قد أفادت البلد سياحيا أكثر من زيارة ميسي، ونستعرض ذلك في نقطتين هما:

أولا: الاستنفار الأمني الذي فرض على ميسي أظهرت صورة أن هناك خطرا قد يهدد حياته، وهو ما ساعد البعض في التأكيد على أن مصر ليست آمنة بالشكل الكافي، في حين أن ويل سميث جاء برفقة أسرته في ظروف طبيعية مثله مثل أي مواطن وزار الأهرامات بدون تنظيم وحراسة أمنية مما أظهر صورة أفضل عن  أن مصر آمنة.

ثانيا: نستطيع أن نبرهن أن زيارة “سميث” أفضل من “ميسي”، لأن التلقائية التي ظهر بها ويل سميث خلال تفقده لمنطقة الأهرامات وأبو الهول، وكم الصور التذكارية التي التقطها مع المعجبين والعاملين في المطار منذ وصوله وحتى انتهاء اليوم، دون أن تفارق الابتسامة وجهه لحظة واحدة، وهو ما لم نشاهده في ظل تهافت الجميع على “ميسي” لإرضائه.

ثالثا: أتساءل لماذا لم يقدم حفل استقبال ميسي باللغة الإنجليزية لمخاطبة العالم؟.. ولماذا لم يتم اختيار رمزا مصريا معروف عالميا لتقديم الاحتفالية؟ وشخصيات عامة لحضور الحدث.
ورابعا: هدف زيارة ميسي هو الترويج لمصر كبلد مستقطب للسياحة العلاجية وهو ما يطرح أسئلة.. هل حققنا هذا الهدف؟.. ما الذى تم بعد زيارة ميسي؟.. هل تعاقدنا مع افواج للسياحة العلاجية؟.. هل مصر تقدم فعلا سياحة علاجية بخلاف منظومتها الناجحة فى علاج فيروس سى؟.. واتمنى البدء فورا في تقديم خدمات السياحة العلاجية في مصر، خاصة أن هناك عدد من الدول المجاورة لا تمتلك نصف مقوماتنا وتحقق ايرادات تصل إلى المليارات سنويا من هذا النوع من السياحة.

يمكننا القول أن الأهم من “الصورة الحلوة” أو”اللقطة” هو الحملة الحقيقية التي تعود بالنفع على البلد وليس على منظميها  فقط، ولنا في ما فعله الدكتور “مفضل لاكداوالا” الطبيب الهندي الذي يشرف على علاج “إيمان أحمد”- المصرية الحاصلة على لقب أثقل امرأة في العالم، مثالا واضحا، حيث أنه نجح في صنع أكبر دعاية لبلاده ولفريقه والمستشفيات المتعاونة معه، من خلال توثيق جميع مراحل العلاج.. ولنا أن نتخيل كيف سيتم استثمار ذلك الحدث إذا شفيت إيمان؟.. من المؤكد أن الهند ستصبح وجهة العالم للعلاج من السمنة.. بتكلفة لا تذكر.

وأخيرا.. أهرامات الجيزة والآثار الفرعونية ليست في انتظار زيارة النجم الأرجنتيني ميسي.. ولكن يوجد هناك من يقدرها ويحترمها وهذا ما رأيناه في زيارة “ويل سميث” وهو ماجعلنا نشعر بالفخر.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة