في ظل التغيرات المناخية المتوقعة و الزيادة السكانية المضطردة والتي أدت إلى انخفاض نصيب الفرد من المياه ؛ و بما أن هناك توقعات باستمرار هذا الانخفاض في حالة ثبات الموارد مما يؤدى إلى نتائج سلبية مباشرة على الخطط القومية للتوسع والتنمية .
و يستلزم ذلك حتمية المواجهة المبكرة لتحقيق التوازن المنشود بين العرض (المتاح) والطلب و تتكامل جهود الخبراء والجهات العلمية المعنية مع الجهات التنفيذية بجمهورية مصر العربية لوضع الحلول والخطط التي تستهدف زيادة الموارد المائية للوفاء بمتطلبات التنمية الشاملة ومواجهة الاحتياج المتزايد من المياه .
في هذا الصدد ينظم مجلس بحوث المياه والري ،و هو أحد التشكيلات العلمية بقطاع المجالس النوعية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ورشة العمل لخارطة طريق بعنوان ” مستقبل تحلية المياه بمصر “، و ذلك يوم الأربعاء الموافق 4/1/2017 في تمام الساعة العاشرة صباحاً ، بقاعة المؤتمرات الرئيسية بالدور الثالث بمبنى الأكاديمية .
و تعد تحلية المياه أحد الوسائل المستخدمة للحد من ظاهرة العجز المائي التي تعاني منها دول عديدة ، ومن ضمنها الدول العربية ، التي تعتمد على المياه الجوفية ؛والتي تكون في بعض الأحيان عالية الملوحة و تعتمد علي مياه البحار ، إضافة إلى أن المواسم التي تكون فيها جافة وشبه جافة لذلك اتجهت هذه الدول إلى تحلية المياه لمواجهة العجز المائي فيها ، وتعتبر تحلية المياه من أهم المصادر غير التقليدية لإيجاد مصدر بديل للمياه ، وذلك في ظل العجز المائي الحالي والمتوقع
يبلغ إجمالي الموارد المائية التقليدية من المياه العذبة المتوفرة حالياً حوالي 59 مليار متر مكعب في السنة، وتشمل حصة مصر من مياه النيل ( 55.5 مليار متر مكعب )
والمياه الجوفية العميقة غير المتجددة ( 2 مليار متر مكعب ) ، ومياه الأمطار والسيول ( 1.3 مليار متر مكعب ) ، بالإضافة إلى تحلية المياه المالحة والمسوس
( 0.1 مليار متر مكعب ) .
ولذا قام مجلس بحوث المياه والري بعمل خارطة طريق لتحلية المياه ؛ للوقوف علي مدي التقدم في عملية التحلية و دعم متخذ القرار لتعظيم دور هذه التقنية في تقليل الفجوة المائية في مصر ، حيث تقدم هذه الخارطة دراسة لإمدادات المياه وحصة كل من الموارد المائية مثل النيل والمياه الجوفية ، وإعادة استخدام المياه ، وتحلية المياه المالحة والمسوس ، كما أنها تقدم ملخصا موجزاً عن التقنيات المختلفة التي تم تطويرها في جميع أنحاء العالم لتحليه المياه ووضعها عالمياً ومحلياً ، كما تدرس الخارطة التأثير البيئي لتحلية المياه والتخلص الآمن من المياه المركزة .
وتستعرض خارطة الطريق بعض مصادر الطاقة التقليدية التي يمكن أن تساعد في تحلية المياه والمشاكل والتحديات المحيطة بها ، بالإضافة إلى سبل استخدام مصادر الطاقة غير التقليدية مثل الرياح ،والطاقة الشمسية ،والطاقة النووية ؛والتي سوف يكون لها تأثير كبير على التوسع في تحلية المياه.
اترك تعليقا