الإمارات تقود قاطرة تغيير المستقبل البيئي في اليوم العالمي لإعادة التدوير

الإمارات تقود قاطرة تغيير المستقبل البيئي في اليوم العالمي لإعادة التدوير

شهدت فعاليات اليوم العالمي لإعادة التدوير ـ أول حدث بيئي من نوعه في التاريخ ـ زخما شديدا من قبل التسعة بلدان المشاركة في الحدث وهم دبي وساو باولو ولندن وباريس وبروكسل وواشنطن دي سي وسيدني ودلهي وجوهانسبرج.

وأسهم الحدث ـ الذي تم تدشينه اليوم ليوافق 18 مارس من كل عام ـ في تشجيع الناس حول العالم على تقديم التزامات “الرسكلة” إعادة التدوير الرئيسية للنفايات ، فضلا عن مشاركاتهم لإسهاماتهم على مواقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك” و “تويتر” و”انستغرام” عبر هاشتاج #GlobalRecyclingDay.

ووحد اليوم العالمي لإعادة التدوير الناس في جميع أنحاء العالم حول أهمية المحافظة على البيئة ، كما سلط الضوء على الموارد الأولية بالأرض للحفاظ عليها وهي الماء والهواء والفحم والنفط والغاز الطبيعي والمعادن.

وتم دعوة قادة العالم والشركات الدولية والمجتمعات والأفراد إلى تقديم سبعة التزامات واضحة في منهجهم لإعادة التدوير ، فضلا عن تغير النمط الاستهلاكي بشأن إعادة التدوير والتفكير في الأمر بطريقة جديدة.

ويعتبر التغير المناخي القضية الرئيسية في العصر الحالي، كما أن إعادة التدوير تصي في صميم الإجراءات اللازمة لمكافحة آثاره المدمرة ، حيث تخفض قدرا كبيرا من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا وذلك بالتزامن مع حماية الموارد الطبيعية.

كما أسهم اليوم العالمي لإعادة التدوير في تغيير عقلية الحكومات والشركات والمجتمعات والأفراد حول العالم بشأن رؤيتهم للمواد القابلة لإعادة التدوير على أنها “موارد وليست نفايات”

وبدون إعادة التدوير، فإن جميع الأشياء من بينها الثلاجات المستعملة وغير المستخدمة ، والزجاجات البلاستيكية ، وصناديق التعبئة ، والسيارات ، والهواتف الخلوية ، والأكواب الورقية ستسهم في تزايد النفايات والانبعاثات الضارة ، وبدون إعادة التدوير، لن يوجد خيار سوى الاستمرار في تجريد الأرض من مواردها البكر المحدودة.

وظهرت الاحتفالات الرسمية وغير الرسمية باليوم العالمي لإعادة التدوير، حيث تراوحت بين إلقاء الخطب والمؤتمرات، والمعارض الفنية والمشاركات المدرسية وكذلك إطلاق المشروعات البيئية.

وجاءت الإمارات في مقدمة البلدان التسعة المشاركة في اليوم العالمي للتدوير ، لتقود قاطرة التغيير للمستقبل البيئي ، حيث أطلقت مجموعة عمل الإمارات للبيئة ـ وهي أول مجموعة عمل مهنية غير حكومية في الدولة تهتم بالعمل البيئي ـ مشروعا فريدا من نوعه لمدة شهر واحد تحت عنوان “النداء الأخضر” ، ويهدف لإعادة تدوير الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية بأكثر الطرق فعالية لبناء مجتمع واع بيئيا من خلال إشراك الشباب والمجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يطلب من المشاركين في المشروع تسليم هواتفهم النقالة القديمة وأجهزتهم اللوحية لإعادة تدويرها.

وقالت حبيبة المرعشي ـ رئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة ـ إن الهدف منه زيادة الوعي حول التعرض غير الآمن للمعادن الثقيلة وضمان إعادة التدوير والتخلص السليم من المخلفات الإلكترونية.

وبالتزامن مع اليوم العالمي لإعادة التدوير ، أعلنت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، عن تمكنها من تدوير أكثر من 96 ألف طن من النفايات في العام 2017، محققة زيادة ملحوظة مقارنةً في العام 2016، والذي تمكنت فيه من تدوير 77 ألف طن من النفايات.

وقال سلمان عبد الله داوود ـ نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الصحة والسلامة والاستدامة والبيئة والجودة وتطوير الأعمال في الإمارات العالمية للألمنيوم ـ إن الهدف هو الاستفادة من كل منتج صناعي وجعله صالحا للاستخدام ويعود بفائدة اقتصادية.

وأضاف أن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تعمل حاليا على إنشاء مصفآة للألومنيا في الطويلة، وستكون أكبر منشأة من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة والثانية حجما على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وينتج البوكسيت كمنتج ثانوي عن عملية تكرير الألومينا.

ووفقا لموقع اليوم العالمي لإعادة التدوير ، شهد الحدث زخما عالميا بمشاركة أطفال المدارس بمنغوليا ، والرهبان في نبيال ، وفنانين في فيينا ، وأكاديميين في أستراليا ، علاوة على مشاركة عمدة باريس وأعضاء بمجلس الشيوخ في واشنطن العاصمة والرئيس التنفيذي لمكتب إعادة تدوير الدولي رانجيت باكسي في لندن.

ففي باريس ، عقد اتحاد شركات إعادة التدوير(FEDEREC) مؤتمرا صحفيا في 15 مارس الجاري بمقر الصندوق العالمي للطبيعة البرية (WWF) للتوعية حول استخدام الموارد السبعة في العالم.

وفي واشنطن ، اجتمع أعضاء مجلس الشيوخ لالتقاط الصور خلال اليوم العالمي لإعادة التدوير وذلك بمساعدة الجمعية الوطنية لمعهد صناعات إعادة تدوير الخردة (ISRI).

وفي منغوليا ، قام برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع مشروع “ويست أند كلايمت تشانج” لدعم سلسلة من المشروعات على مدار هذا الأسبوع ـ بما في ذلك إطلاق صفحة خاصة على Facebook لتكون منصة لنشر حقائق وأرقام حول إعادة التدوير ، كما شاركت أربع مدارس بكل تلاميذها بإطلاق يوم تعليمي وتوعوي حول إعادة التدوير.

وفي نيبال: قام برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومشروع مجلس الكنائس العالمي برعاية وتنظيم أنشطة مع عدد من الرهبان في موستانج وأطفال المدارس والمزارعين للتعرف على المعلومات حول خفض انبعاثات الكربون ووإعادة التدوير.

وفي جوهانسبرج بجنوب أفريقيا ، تم إطلاق بيان حول اليوم العالمي لإعادة التدوير بجانب حملة تنظيف عامة بمساعدة أبرشية الكنيسة الكاثوليكية ومدينة جوهانسبرج.

وفي سيدني في المقر الرئيسي لمنظمة أستراليا للتغليف (APCO) ، اجتمع أكثر من 50 أكاديمي وخبير في الصناعات للاحتفال باليوم العالمي لإعادة التدوير ومناقشة التعاون عبر القطاعات.

وفي نيجيريا ، نظمت شركة ” تشانجا داتي ريسايكلانج” مسيرة لدعم أهداف إعادة التدوير ، وطلب من المشاركين المساهمة بأعمال فنية تعظم من المستقبل الأخضر وحماية البيئة.

وفي لندن ، أقامت الرابطة البريطانية لإعادة تدوير المعادن (BMRA) ، بضع مباريات كرة قدم احتفالا باليوم العالمي لإعادة التدوير.

وفي دلهي ، أقامت رابطة المستوردين والمستهلكين (IICA) احتفالا على نطاق المدينة بحضور 1000 مشارك، وعلى هامش الاحتفالية تم تنظيم معرضا للاعمال الفنية التي تعبر عن اليوم العالمي لإعادة التدوير بمشاركة رئيس بلدية دلهي.

وبحلول عام 2025 ، من المتوقع أن يصل حجم قطاع إدارة النفايات في الهند إلى 13.62 مليار دولار أمريكي بمعدل نمو سنوي يبلغ 7.17 بالمائة ، حيث تنتج الهند 62 مليون طن من النفايات الصلبة كل عام ، ولكن يتم جمع ما بين 75 و 80٪ فقط من النفايات البلدية ويتم معالجة 22-28٪ من هذه النفايات ومعالجتها ، وذلك وفقا لوزارة البيئة والغابات وتغير المناخ.

وفي فيينا ، سينظم نادي اليونسكو معرضا خلال الفترة من 17 مارس إلى 17 أبريل ، لعرض أعمالا تحتوي على مواد قابلة لإعادة التدوير بهدف تثقيف الجمهور أهمية هذه الصناعة.

كما أن هناك جهات أممية قد دعمت الأحداث الرسمية لليوم العالمي لإعادة التدوير ، فقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) دعمها لعقد اول يوم عالمي للرسكلة (إعادة تدوير النفايات) في ال18 من مارس الجاري.

وتعهدت المنظمة ، حسبما ورد في بيان لها اليوم ـ بتشجيع (الاقتصاد الدائري) او التدويري المبني على الرسكلة لتحسين الأداء البيئي وكفاءة الموارد وإنتاجية الصناعات الموجودة فعلا والمستجدة.

وذكر البيان أن الاقتصاد الدائري الذي يعتمد على الرسكلة يهدف إلى التقليل من كمية النفايات إلى أقل قدر ممكن والاعتماد على الموارد المعاد تدويرها في أغلب العمليات الاقتصادية.

وأوضحت ان الرسكلة تساهم بدور رئيسي في تحقيق نموذج أكثر استدامة للانتاج والاستهلاك مبينة ان المستهلك يقوم بدور مهم في هذه العملية كما تتحمل الشركات المصنعة مسؤولية ايضا.

وأضافت (يونيدو) في بيانها انه لتحقيق هذه الصناعة المعتمدة على الرسكلة يجب ان يلتزم المصنعون بإعادة استخدام مواد التصنيع والتقليل من التبذير والاعتماد على التخطيط لتحديد نهاية عمر ادوات الانتاج.

وأوضحت أن إزالة النفايات اثناء العمليات الصناعية من خلال الرسكلة توفر الكثير من تكاليف الانتاج وتقلل من الاعتماد على الموارد الا ان تحقيق الصناعة المعتمدة على الرسكلة في حاجة الى ان تعيد المؤسسات الصناعية استخدام مواردها.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة