القاهرة تدخل عصر تدوير القمامة..والأسرة “صاحبة الخطوة الأولى في تنفيذ المشروع”

القاهرة تدخل عصر تدوير القمامة..والأسرة “صاحبة الخطوة الأولى في تنفيذ المشروع”

شريف شوقي

دخلت محافظة القاهرة عصر تدوير القمامة والاستفادة من ثرواتها من خلال تدشين مشروع شراء القمامة من المواطنين طبقا لأسعار معلنة وواضحة لا تقبل التلاعب، ويتم بعد ذلك بيعها لمصانع التدوير، وذلك بمساعدة الجمعيات الأهلية تحت إشراف محافظة القاهرة، حيث تم البدء بحي مصر الجديدة على أن يتم تعميم التجربة في بقية الأحياء لما لها من مردود اقتصادي إيجابي على كافة الأصعدة ومنها توفير فرص عمل للشباب وتأمين مصدر دخل للأسرة، فضلا عن توفير المادة الخام للمصانع وكذلك المساعدة في تنظيف الشوارع من القمامة، لاسيما مع اقتراب انتهاء عقود شركات النظافة الأجنبية بنهاية العام الحالي.

 وتأتي تجربة شراء القمامة من المواطنين كحصيلة مبادرات عديدة أطلقتها الجمعيات الأهلية المهتمة بشئون البيئة للقضاء على ظاهرة نبش القمامة بواسطة النباشين الذين يسيرون بعربات الكارو ويقومون بسرقة ثروات القمامة ويتركون المواد العضوية وغير النافعة والتي ليس لها جدوى اقتصادية مبعثرة في الشوارع حول صناديق القمامة، خاصة وأن مصانع التدوير كانت لا تجد سوى 25% من احتياجاتها للمواد الخام لإعاده تدوير القمامة.

وقال عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة إن مشروع شراء القمامة من المواطنين سيحقق طفرة كبيرة في مجال النظافة إلى جانب الجدوى الاقتصادية التي سيسفر عنها نظراً لحاجة مصانع إعادة التدوير لذلك إلى جانب أنه سيوفر فرص عمل للشباب.

 وأضاف عبدالحميد – في تصريح خاص ل “سي إس آر” – أن هذه التجربة  ستقضى على المجموعة التي تدخل مقالب القمامة، وتقوم بفرز القمامة وفصلها وبيعها فضلًا عن تقليل حجم المخلفات والقمامة بالشوارع.

وأوضح أن الفكرة ستكون عبارة عن إنشاء أكشاك أو منافذ بكل حي، لإشراك المواطنين في التخلص من القمامة بطريقة سليمة، وعمل قوائم بأسعار أنواع القمامة “بلاستيك، حديد، ورق، وغيره ” ليتمكن المواطن من فصلها بنفسه وبيعها حيث سيتم شراء كيلو “الكانز” بـ9 جنيهات، وكيلو البلاستيك بـ3 جنيهات، وكيلو الزجاج بـ20 قرشًا، وكيلو الكارتون بجنيه، وكيلو الورق بـ80 قرشًا،

  وأشار إلى أن حي مصر الجديدة سيكون أول حي تطبق فيه تجربة “شراء القمامة”، مؤكدًا تعميم التجربة على باقي الأحياء حال نجاحها، لافتًا إلى أن التجربة الاسترشادية لشراء القمامة من المواطنين ستبدأ بمنفذين بميدان ابن سندر وآخر بشارع أسوان، وسيتم إداراتهما بواسطة بعض الجمعيات الأهلية، تحت إشراف المحافظة.

ومن جانبها، قالت الدكتورة علياء المهدي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سابقا إن تطبيق تجربة شراء القمامة من المواطنين وبيعها للمحافظة ومن ثم إعادة تدويرها هى خطوة لتحقيق رواج اقتصادي وتساعد على الحد من البطالة لدى الشباب حيث أنها ستعمل على توفير فرص عمل للشباب بالمصانع.

وأضافت أن مبادرة شراء القمامة سوف تطلق منظومة “الاقتصاد الأخضر”وهى التخلص من النفايات المضرة بالبيئة، موضحة أن العائد من تدوير النفايات حال تطبيقه في 27 محافظة سيصل إلى مليارات الجنيهات سنويا يضاف للناتج المحلي.

وأشارت إلى أن هناك ثروة مهدرة في مصر يمكن تجميعها من إعادة تدوير القمامة، وتحتاج إلى تفعيل دور القطاع الخاص وتشغيل مصانع إعادة تدوير القمامة من أجل الاستفادة منها، موضحة أن نجاح هذه الفكرة يتطلب التزام مواطني المحافظة بالمبادرة، وحال نجاحها يجب أن تعمل وزارة التنمية المحلية على تعميم تلك الفكرة بباقي المحافظات من خلال وضع برنامج بالمحافظة وتوزيع منشورات للمواطنين للتعريف بخطوات جمع النفايات وبيعها للمحافظة بمقابل مادي من أجل إعادة التدوير.

وأكدت أن نجاح الفكرة يتوقف على وجود مصانع كافية بجميع المحافظات لتدوير القمامة، فضلًا عن استمراريتها بالعمل، مشيرًة إلى أن تلك المهمة مسئول عنها القطاع الخاص.

ومن جانبه، قال إبراهيم صابر رئيس حي مصر الجديدة، أول حي بالقاهرة يطبق تجربة مشروع شراء القمامة، إنه سيبدأ تنفيذ التجربة على أرض الواقع منتصف شهر مارس الجاري، مشيرا إلى أن المشروع سيقضي تمامًا على ظاهرة إلقاء القمامة في الشوارع وسوف تجعل المواطن حريص على بيعها.

وأضاف صابر أن التجربة ستساهم في تشغيل عدد كبير من الشباب بالعاصمة حيث ستوفر عمالة بالمحافظة، وكذلك توفير مصدر رزق للأسر غير القادرة، وذلك من خلال الجمعيات الأهلية التي ستدير التجربة تحت إشراف محافظة القاهرة.

وقال رئيس الحي “إنه في غضون 3 سنوات لن نجد مواطن يلقي قمامته في الشارع وسوف نقضي على ظاهرة “النباشين” الذين يقومون بفرز القمامة”.

وأوضح أن فكرة مشروع بيع القمامة تقوم على إنشاء مجموعة من الأكشاك بأماكن محددة بالأحياء، يتم اختيارها بالتنسيق بين رؤساء الأحياء ومسئولي هيئة نظافة وتجميل القاهرة، ويتم تعليق قائمة بأسعار أنواع القمامة التي يتقدم المواطن لبيعها بدلًا من إلقائها بالشارع.

كما سيتم تقسيم قائمة القمامة إلى أنواع مختلفة كالحديد والبلاستيك والورق وغيرها، ويتم تحديد سعر لكل نوع من هذه الأنواع، ويتم بيعها بالكيلو.

ومن جهته، قال اللواء محمد أيمن عبد التواب نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية والغربية إن مبادرة جمع القمامة من المواطنين بمقابل مادي لها مردود  إيجابي يعود بالفائدة على تشغيل الشباب.

وأضاف عبدالتواب أن التجرية ستبدأ فعليا بمنفذين بميدان “ابن سندر” بحي مصر الجديدة وشارع أسوان بمنطقة “ميدان الجامع” وهى تعتمد على  الفصل من المنبع حيث ستقوم ربة المنزل بفصل الكرتون والزجاج والورق عن المواد العضوية والتوجه إلى أكشاك شراء القمامة وبيع القمامة وفقا لأسعار موضحة ومعلنة على جدران الأكشاك وذلك تحت إشراف الجمعيات اأاهلية المهتمة بشئون البيئة.

وأوضح أنه بعد شراء الورق أو الزجاج  أو الكرتون من المواطنين تقوم الجمعيات الأهلية بتحقيق مكاسب من بيع هذه الأطنان لشركات تدوير القمامة وإعاده تصنيع البلاستيك أو الورق او الزجاج المستخدم من خلال مصانع التدوير.

وأشار إلى أنه كان قد تم تطبيق هذه التجربة منذ عام بحي باب الشعرية ولكن الجمعية الأهلية التي أشرفت على المشروع لم تستمر لأسباب غير معلومة.

وقالت جيهان عبد الرحمن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية إن الأجهزة التنفيذية بالمحافظة لا تيأس  من تبني المحاولات المستمرة للحد من انتشار القمامة بالشوارع خاصة بعد تدني مستوى أداء الشركات الأجنبية المسئولة عن نظافة الشوارع والتي ستنتهى عقودها بنهاية العام الجاري.

وأضافت عبدالرحمن أن التجربة الجديدة سوف تقضي على ظاهرة نبش القمامة وبعثرة محتوياتها بالشوارع بسبب قيام جامعي القمامة بتجميع كل المواد الصلبة والنافعة التى يصلح تدويرها ويقومون ببيعها لشركات التدوير بمبالغ طائلة دون استفادة الحكومة أو الجمعيات الأهلية رغم أن الحكومة هى التي تقوم بتنظيف الشوارع من القمامة يوميا.

وشددت على ضرورة تضافر الجهود لنجاح التجربة حتى يتم تعميم الفكرة، فضلاً عن تكثيف جرعات الوعي لدى المواطنين من خلال وسائل الإعلام لكيفية التخلص من المخلفات حفاظاً على الصحة العامة والبيئة.

وفي القليوبية،  قال المهندس محمود نجيب مدير أول مصنع لتدوير المخلفات بعرب جهينة في محافظة القليوبية “في الماضي كنا نعاني من تراكم المخلفات على جانبي الطرق والمصارف بسبب غياب وعي المواطنين ولكن بعد افتتاح مصنع تدوير المخلفات بالخانكة أصبحت تلك الصورة تنحسر بشكل تدريجي بمرور سيارات النظافة يومياً لنقل المخلفات إلى المصنع ونتمنى أن تعمم الفكرة  على مستوى جميع محافظات مصر”.

وأشار إلى أن محافظة القليوبية  أسندت العمل إلى الشركة لإدارة وتشغيل مصنع تدوير المخلفات البلدية بالخانكة الذي يستوعب حوالي 200 طن يومياً من المخلفات بمعدل 60 ألف طن سنوياً وذلك بمنحة ألمانية لضمان إعادة الصورة الجمالية للمحافظة من جديد والحد من التلوث البيئي والحفاظ على الصحة العامة للمواطنين.

وأكد أن الهدف من المشروع هو تقليل الضرر البيئي إلى جانب الاستفادة منها كوقود بديل يتم استخدامه في تشغيل مصانع الأسمنت مما يوفر على الدولة ملايين الجنيهات كان يتم إنفاقها سنوياً على استيراده من الخارج.

وفي الفيوم، أكد ياسر محفوظ  المستشار السياحي لديوان عام المحافظة بالفيوم أنه في سابقة تعد الأولى من نوعها أطلق المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم لأول مرة على مستوى  الجمهورية مبادرة جديدة للنظافة للانضمام لمنظومة النظافة الحالية أطلق عليها مشروع “الكشك النموذجي” وتتمثل في شراء القمامة من المواطنين للقضاء على القمامة من منبعها  بدلا من إلقائها بالشوارع وقد تم تنفيذ مشروع “الكشك النموذجي” من خلال مجلس المدينة بالتعاون مع جمعية “المحافظة على البيئة”.

 وأوضح أن الهدف من المبادرة رفع كفاءة النظافة والمخلفات لإظهار الوجه الجمالي للمحافظة والتخلص من القمامة نهائيا بطريقة سهلة ومربحة للمواطنين، حيث تم تصميم نموذج المنافذ لكي يناسب القرى والمراكز ويحتوي على عدد من الكونترات لفصل القمامة التي يتم شراؤها من المواطنين بأسعار مناسبة لأنواع عناصر القمامة العضوية والخشب والبلاستيك والألمونيوم وغيرها.

وأضاف أن المبادرة فكرة جيدة تنمي سلوكا حسنا بالمجتمع في طريقة التعامل مع القمامة، فبدلاً من إلقاء الأطفال القمامة خارج منازلهم في الشوارع، يهتمون الآن بفرزها حتى يمكنهم بيعها.

وأشار إلى أن تكلفة “الكشك النموذجي” تكفلت بها جمعية “المحافظة على البيئة” بمبلغ حوالي 6 آلاف جنيه والكشك يضاء بالطاقة الشمسية ويديره أحد الشباب بالمحافظة، ويتسلم القمامة من المواطنين بعد فصلها وفرزها، ومن ثم تباع هذه القمامة أو يتم تدويرها بشكل آخر.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة