“تطوير المدارس”..كلمة سواء أجمع عليها رجال الأعمال والبنوك ومنظمات المجتمع المدني

“تطوير المدارس”..كلمة سواء أجمع عليها رجال الأعمال والبنوك ومنظمات المجتمع المدني

شريف شوقي

مبادرات عديدة يطلقها المجتمع المدني والجمعيات الأهلية ورجال الأعمال والبنوك الوطنية لتطوير وتجميل المدارس وإنشاء مدارس جديدة والارتقاء بمستوى الخدمات التعليمية المقدمة بالمدارس الحكومية، وهو ما يأتي في إطار المشاركة المجتمعية لمؤسسات المجتمع المدني لتخفيف العبء الواقع على كاهل الدولة والتخفيف عن موازنة وزارة التربية والتعليم، حيث أن الباب مفتوح على مصرعيه لتشجيع مبادرات تطوير المدارس أمام الجميع.

ومن بين هذه المبادرات الناجحة قيام مؤسسة “مصر الخير” بتطوير عدد من المدارس بالقاهرة، وصندوق “تحيا مصر” الذي قام بإنشاء 3 مدارس بالأسمرات منهما مدرسة لغات من الابتدائي للثانوي، وكذلك قيام البنك الأهلي بتطوير العديد من المدارس بوسط القاهرة وذلك ضمن بروتوكول وقعه البنك الأهلي مع الدكتور على جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة “مصر الخير”، بالإضافة إلى قيام رجال الأعمال وأصحاب المدارس الخاصة بتطوير المدارس الحكومية وتوفير أجهزة بالمعامل وحاسب آلى وتزويد الفصول بالمقاعد وتنظيم رحلات ثقافية ترفيهية وسياحية لمدارس التربية الفكرية وفصول ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقالت فاطمة خضر وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالقاهرة إن المديرية تجد دعما مميزا من البنك الأهلي وبعض رجال الأعمال الوطنيين الذين يفضلون المساهمة في تطوير المدارس وتوفير الأجهزة بها، وذلك لتحسين مستوى التعليم في مصر، فضلا عن توقيع بروتوكولات تعاون بين الدولة ورجال الأعمال لتنظم ذلك.

وأضافت خضر – في تصريح خاص ل “سي إس آر”- إن مؤسسة “مصر الخير” قامت بتطوير 4 مدارس في إدارة السيدة زينب التعليمية، وهو ما يأتي تنفيذا لمساهمات المجتمع المدني في تحسين الخدمات التعليمية بالمدارس الحكومية والمديرية.

وأكدت أن الحكومة تشجع أي مبادرات لتطوير المدارس، مشيرة إلى أن هناك قائمة بالمدارس التي تحتاج للتطوير والتجديد وتوجيه جهود الجمعيات الأهلية و رجال الأعمال و البنوك لتطوير المدارس ورفع كفاءتها.

ومن جانبه، قال محمد عبد التواب مدير عام الإدارات التعليمية بمديرية التعليم بالقاهرة إن العديد من رجال الأعمال بالتعاون مع صندوق “تحيا مصر” قاموا بإنشاء ثلاث مدارس إعدادي وابتدائي ومدرسة لغات تجريبي متكاملة بالأسمرات.

وأضاف أن صندوق “تحيا مصر” يقوم حاليا بعمل صيانة للمدارس وتقديم هدايا وأدوات دراسية وملابس المدارس للتلاميذ، بالإضافة إلى تجهيز المدارس بالملاعب والمعامل وغرف النشاط والحاسب الآلي.

وأشار إلى أن البنك الأهلي قام بتطوير مدارس إعدادي وثانوي بإدارة وسط التعليمية وهو ما يأتي ضمن المشاركة المجتمعية للبنك، موضحا أنه تم توقيع بروتوكول تعاون بين البنك والدكتور علي جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة “مصر الخير” لتطوير وبناء معامل وطلاء أسوار ورفع كفاءة الفصول وتوفر معامل حاسب آلي وشراء أجهزة وأدوات.

كما قام البنك الأهلي بتمويل تطوير مدرسة “الشهيد عبد المنعم رياض الثانوي بنات” بإدارة غرب التعليمية وتطوير مدرستين ابتدائي وإعدادي في بولاق أبو العلا، حيث تم تطوير المعامل وإنشاء مسرح للأنشطة الثقافية والفنون وشراء 400 مقعد جديد لكل مدرسة.

وأكد عبدالتواب أن تجربة البنك الأهلي رائدة، حيث يقوم بعمل مسابقات علمية بالمدارس ويحصل الفازون على نقاط تتحول إلى رصيد مادي يتم الصرف منه على تطوير وتجميل وتحسين البيئة التعليمية بالفصول في المدرسة، وهو ما حدث بمدارس وسط وغرب القاهرة طبقا لبرنامج يضعه البنك الأهلي بالتنسيق مع الإدارة التعليمية بوسط وغرب القاهرة.

وبالنسبة لمشاركة أصحاب المدارس الخاصة في تطوير المدارس الحكومية، أكد العامري فاروق وزير الرياضة الأسبق وصاحب سلسلة مدارس “بيبي جاردن” للغات أنه يقوم بالمشاركة في برنامج تطوير المدارس عن طريق منظمات المجتمع المدني، فيما قام بتطوير مسرح الخديوية الثانوية العسكرية بنين بإدارة السيده زينب التعليمية وتحمل تكاليف التطوير بالكامل وتركيب نظام ديجيتال للصوت في المسرح وجدران مانعه للصوت.

وأضاف فاروق “نقوم بالمزيد من الجهود بالنسبة للطلاب الذين لا يستطيعون دفع مصروفات المدارس الخاصة، فضلا عن توفير أكثر من 50 أتوبيس مدارس لنقل المراقبين وأوراق أسئلة امتحانات المدارس في موسم امتحانات الثانوية العامة.

وأوضح أنه يقوم بجهود لمساعدة طلاب مدارس التربية الفكرية والمدارس التي يوجد بها فصول للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى تسيير رحلات مجانية لدور الأحداث وتقديم مساعدات عينية ومادية لذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال “إن ذلك يأتي ضمن دورنا الاجتماعي حيث نسعى للقيام به لمساعدة الطلاب وتطوير المدارس الحكومية والتخفيف عن موازنة الدولة ورفع مستوى التعليم بالمدارس الحكومية”.

ومن جهته، قال الدكتور حسن شحاتة استاذ المناهج وتدريس اللغة العربية بكلية التربية جامعة عين شمس إن هناك مبادرات عديدة لتطوير وتجميل المدارس خلال عام 2017 لمساعدة الدولة ووزارة التربية والتعليم على تحسين مستوى التعليم بالمدارس الحكومية ومنها قيام أصحاب المدارس الخاصة ورجال الأعمال بتطوير أكثر من 40 مدرسة بالقاهرة الكبرى.

وأضاف شحاتة أن تطوير المدارس يشمل إنشاء معامل وتوفير الحاسب الآلي بالفصول وتزويد المدارس بالمقاعد الجديدة ورفع كفاءه دورات المياة وإنشاء ملاعب.

وأكد أنه يتم حاليا عرض الأفكار على وزارة التربية والتعليم لوضع إعلانات على أسوار المدارس تتماشى أخلاقيا مع المدرسة كصرح تعليمي وتكون هذه الإعلانات تخص شركات رجال الأعمال الذين يقومون بزيادة عدد الفصول في المدرسة وتطويرها وتجميلها وتوفر أجهزة حديثة بالمعامل ووسائل تعليمية.

وقال الدكتور سعيد خليل عميد كلية التربية بجامعة عين شمس إن مبادرات تطوير التعليم الحكومي تسهم بنسبة 40% من تطوير المدارس وتجهيزها سواء عن طريق المعامل أو الحاسب الآلي أو رفع كفاءة الفصول أو توفير المقاعد مع قيام المدارس الخاصة ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني والبنوك الوطنية لرسم خطه لتطوير مجموعة من المدارس كل عام بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.

وأشار إلى قيام صندوق “تحيا مصر” بدعم إنشاء العديد من المدارس، فضلا عن قيام القوات المسلحة بتجهيز وتطوير عدد من المدارس وتوفير المقاعد وشراء أجهزة للمعامل وكل هذه المساهمات رفعت من مستوى التعليم الحكومي بالمدارس حتى تكون المدارس جاذبة للطلاب وليست طاردة، مؤكدا أن مبادرات تطوير المدارس الحكومية مازالت مستمرة، حيث أن هناك تعاون بين رجال الأعمال والوزارة للارتقاء بمنظومة التعليم الحكومي.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة