جدارية “ربيع الجيزي” أيقونة للتنمية الحضارية بأيادي شباب الفنون التطبيقية

جدارية “ربيع الجيزي” أيقونة للتنمية الحضارية بأيادي شباب الفنون التطبيقية
16 / 08 / 2018

تشهد المدن الحضرية المصرية زيادة متسارعة فى نمو السكان حيث يعيش نحو 20 مليون شخص حاليا في القاهرة الكبرى وحدها، بالإضافة إلى أن قرابة 60 % من السكان يعيشون في مناطق عشوائية بها نقص فى الخدمات. فهناك نقص في الخدمات الاجتماعية الأساسية والبنية التحتية الملائمة مثل الوحدات صحية والمدارس ومراكز الشباب وصعوبة الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والتخلص من المخلفات و الحصول على فرص عمل.

وفي إطار مشروع التدابير المعمارية للتكيف مع تغير المناخ الذي ينفذه برنامج التنمية بالمشاركة في المناطق الحضرية بمحافظة الجيزة، وبتكليف من الحكومة الألمانية وبتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي ، انتهت شركة دوكو (DUCO) وبالتعاون مع طلبة كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان من تنفيذ اللوحة الجدارية بشارع ربيع الجيزي.

شارع ربيع الجيزي

يقع شارع ربيع الجيزي في محافظة الجيزة جنوب القاهرة ، ويقع فيه مبنى محكمة الجيزة الابتدائية.

وبإجراء بحث بسيط في الموسوعة الحرة عبر شبكة الإنترنت “ويكيبيديا” ، فإن “ربيع الجيزي” يعود إلى الإمام أبو محمد الربيع بن سليمان بن داود الأزدي الجيزي المصري أحد أصحاب الإمام الشافعي والرواة عنه ، وعن الكثير من الأئمة ومنهم إسحاق بن بشر، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن يوسف، وغيرهم.

وبحسب الموسوعة فإن الإمام الربيع الجيزي من الثقات ، وتوفي في شهر ذي الحجة عام 256 هجريا.

المشروع من البداية للنهاية

التنمية الحضارية والهدف 13 للتنمية المستدامة (SDGs) 

يتماشى مشروع التنمية الحضارية مع الهدف 13(التحرك بسبب المناخ. التصرف العاجل لمكافحة التغير المناخي وتأثيراته) من أهداف التنمية المستدامة العالمية ، والمعروفة رسميا باسم تحويل عالمنا : جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة ، وهي مجموعة تتكون من 17 هدفا و169 غاية تم وضعها بواسطة الأمم المتحده و تتعلق بمستقبل التنمية العالمية ، وقد ذكرت هذه الاهداف في قرار الجمعية العامة للامم المتحدة في 25 سبتمبر2015.

ويهدف مشروع التدابير المعمارية للتكيّف مع تغير المناخ ، الذي ينفذه برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية بمحافظة الجيزة ، إلى رفع الوعي البيئي بالمنطقة ورفع كفاءة العزل الحراري للمبنى من خلال التخفيف من اكتساب حرارة الشمس من الخارج.

ردود الأفعال

لاقى مشروع جدارية ربيع الجيزي استحسانا كبير من قبل المتابعين له بعدما تم الانتهاء منه ، وقد رصدت “سي إس آر” إيجيبت بعض ردود الأفعال بشأنه ، فهناك من طالب بمحاكاة المشروع في منطقته وآخرون طالبوا بتنفيذه في المحلات والمشروعات السياحية والتجارية بمحافظتهم.

برنامج التنمية بالمشاركة في المناطق الحضارية

بدأ برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية العمل في 2004 على  إيجاد حلا مستداما لمشكلات المناطق العشوائية بمصر، وذلك من خلال التعاون بين وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والتعاون الدولي الألماني نيابة عن الوزارة الألمانية الفيدرالية للتعاون الاقتصادي والتنمية ، ويعتبر البرنامج حاليا فى مرحلته الثالثة (2010 حتى 2018) بتمويل من الاتحاد الأوروبي وذلك بجانب التمويل الأساسي من الوزارة الألمانية الفيدرالية للتعاون الإقتصادى والتنمية.

طريقة عمل البرنامج

يعمل البرنامج على جميع المستويات السياسية متعاونا مع صناع القرار على المستوى الوطني والاقليمي والمحلي للنهوض بالمناطق العشوائية في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية. يركز البرنامج على توفير الأساليب والوسائل التشاركية في مجال التنمية الحضرية المتكاملة، من أجل نشرها وتبنيها داخل الإدارات المحلية بالاضافة الي ذلك بناء قدرات الإدارة المحلية وممثلي الشباب والقادة المحليين والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص لدعمهم في تحسين الخدمات والظروف البيئية في مناطقهم. وذلك في سبيل دعم تدابيرعاجلة وملموسة، كما يعمل برنامج التنمية بالمشاركة على تقديم منح لمبادرات المشروعات المحلية صغيرة الحجم وذلك لتحسين الظروف المعيشية والنهوض بالبنية التحتية المادية والاجتماعية والاقتصادية فى التسع مناطق العشوائية المختارة في اقليم القاهرة الكبرى. كما يتم تقديم منح للمحافظات لتنفيذ مشروعات بنية تحتية صغيرة ومتوسطة المستوى حيث يتم إشراك الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني بشكل فعال في عملية التخطيط وكذلك عمليات التنفيذ والتشغيل

ووقعت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية في 19 يوليو المنصرم ، وبحضور رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور مصطفى مدبولى عقد تنفيذ “مشروع البنية التحتية بالمشاركة” للتعاون الدولي الألماني وذلك استكمالا لنجاح التعاون المصرى الألمانى طويل الأمد فى مجال التنمية الحضرية وسيتم تخصيص ميزانية إجمالية قدرها 29.5 مليون يورو خلال السنوات الأربع القادمة لتطوير البنية التحتية فى عدد من المناطق العشوائية فى إقليم القاهرة الكبرى.

ترعى الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي (BMZ) سياسة التعاون التنموي مع جمهورية مصر العربية وتقوم بتولي المسئولية السياسية وتمويل هذا التعاون. يختص قسم التعاون التنموي بالسفارة الألمانية بالقاهرة بتنسيق هذه المهمة. كما يقوم القسم بإدارة ومباشرة عمل الجهتين المنفذتين للمشاريع، هذا بالإضافة إلي تنسيق عملها مع الجهات الحكومية المصرية وتنسيق عملها مع الدول المانحة الأخرى.

تتوافق حكومتا مصر وألمانيا في إطار مفاوضات حكومية علي المستوي الوزاري المنعقدة سنوياً علي مجالات التعاون التنموي بينهما، حيث وقع اختيار الحكومتين علي محاور أساسية لهذا التعاون تتركز علي مجالات الطاقة والتنمية الاقتصادية وتشجيع خلق فرص العمل، وتأمين الإمداد بمياه الشرب والصرف الصحي ودعم الري الزراعي وادارة النفايات. فضلاً عن ذلك تتعاون الحكومتان بشكل وثيق في مجالات حقوق الانسان، والاصلاح الإداري والتنمية الحضرية السكانية.

ويجري التعاون بين البلدين علي مسارين أولاهما التعاون المالي، حيث تقدم الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنموي (BMZ) قروضا ميسرة أو مساهمات مالية عن طريق بنك التعمير الألماني (KfW) للاستثمار في البنية التحتية في مصر ، والآخر يتم تمويل خدمات التعاون الفني من مخصصات الموازنة العامة الألمانية ويجري تنفيذها من خلال وكالة التعاون الدولي الألمانية (GIZ).

وتتمثل هذه الخدمات في تقديم استشارات للوزارات والهيئات لإعداد وتنفيذ السياسات المختلفة، وفي تبادل الخبرات والمعرفة بالإضافة إلي تأهيل وتدريب الخبراء وإعداد الدراسات والتقارير الفنية.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة