جهينة تخترق صحراء الواحات البحرية بمشروع تنموى شامل

جهينة تخترق صحراء الواحات البحرية بمشروع تنموى شامل
02 / 04 / 2017

احتفلت شركة “جهينه” ببدء تشغيل مزرعتها الكائنة بمنطقة منديشة في الواحات البحرية على مساحة 10 آلاف فدان وباستثمارات تصل إلى 600 مليون جنيه مصري، وذلك في إطار سياسة التكامل الرأسي التي تتبعها الشركة، والتي تعتمد على العمل بالتوازي في” قطاعات الإنتاج الزراعي والصناعي والتجاري”
صرح المهندس عقيل بشير – عضو مجلس إدارة الشركة ورئيس مجلس إدارة شركة الإنماء للتنمية الزراعية والثروة الحيوانية ان اختيار مكان المزرعة جاء بعد دراسات عديدة وابحاث مطولة أوضحت العديد من المميزات التي يتمتع بها المكان ومنها البعد عن التلوث والطبيعة الخلابة، فضلا عن أنها ارض بكر لم يتم زراعتها من قبل، واحتوائها على مياه جوفيه نقية ودرجة حرارة ورطوبة تتناسب مع زراعة الاعلاف، إضافة إلى بعدها عن البحر بحوالي 600 كم وهو ما يقلل من تأثير الرطوبة نسبياً على الأبقار عالية الإدرار التي تحتاج إلى بيئة جافة.

وإهتمت الشركة بزراعة الأرض المتاحة بالأعلاف الخضراء مما يحقق التكامل بين الإنتاج الحيواني والإنتاج الزراعي. حيث يتم زراعة الأعلاف الخضراء عالية الجودة بالإضافة إلى زراعة الذرة وتحويلها إلى سيلاج كمصدر للطاقة للحيوانات. كما يتم زراعة البرسيم الحجازي وتحويله إلى دريس كمصدر للبروتين للحيوانات. وقد ساهمت هذه الخطوة في زيادة فرصة إدخال الأعلاف الخضراء في عليقة الحيوانات العالية الأدرار إلي أعلي حد وهو 50% عليقة خضراء و50% عليقة مركزات وهو ما عمل بدوره على تقليل التكلفة وخفض كميات الأعلاف المركزة المستوردة من الخارج. وعلى صعيد آخر، يستفيد الإنتاج الزراعي من التسميد الطبيعي حيث يتم غسيل الحظائر ونقل المياة إلى بحيرة كبيرة يتم فيها ترسيب المواد الصلبة (السماد) ليتم نقله إلى الزراعة وهي الخطوة التي تعمل على التقليل من استخدام السماد الصناعي وتوفير تكلفة الزراعة والحفاظ على البيئة.

وقامت الشركة بتطبيق نظام مبتكر لتبريد الأبقار لمواجهة الظروف المناخية السائدة في المنطقة ودرجة الحرارة العالية والرطوبة المنخفضة، وذلك من خلال وضع مراوح كبيرة الحجم والطاقة مع وجود طلمبات لدفع المياه على الأبقار لتبريدها بحيث تكون المياه عبارة عن رذاذ فقط. ويساهم هذا النظام المبتكر للتبريد في إعطاء الأبقار كفاءة إنتاجية عالية، وهو ما يعني ثبات المعدلات الإنتاجية صيفاً وشتاءً.
واهتمت جهينه باختيار أفضل سلالات الأبقار فى العالم حيث تقوم الشركة باستيراد سلالة الفريزيان هولشتين. يتم اختيار الابقار بدقة متناهية لضمان إنتاج الأمهات أكثر من 9 طناً فى الموسم. كما تم استيراد سلالة السمينتال وهي سلالة ثنائية الغرض لإنتاج الألبان وإنتاج اللحم ولها قدرة كبيرة على تحمل الظروف البيئية الصعبة.

وقامت الشركة باختيار محلب عالي الكفاءة يتم فيه التسجيل تلقائياً حيث يقوم المحلب بتسجيل رقم البقرة بمجرد دخولها وإنتاجها كل حلبة. يعمل المحلب الدوار على توفير متابعة دقيقة للحالة الصحية للأبقار حتى فى غير أوقات الحلب وذلك من خلال تسجيل عدد خطوات الأبقار فى الحظيرة تلقائياً مما يساعد على اكتشاف الحالات المرضية مبكراً.
يستخدم المحلب الدوار 80 نقطة حلب لكل مرحلة من المراحل الأربعة، وذلك لتحقيق أعلى كفاءة حلب ممكنة، حيث يقوم بحلب حوالي 450 بقرة في الساعة الواحدة ويتبعه نظام تبريد عملاق يكفي لتبريد 10 آلاف لتر لبن في الساعة الواحدة ليتم تحميله مباشرة في سيارات

مجهزة الى مصانع الشركة في مدينة 6 أكتوبر ليتم استخدامه في انتاج العديد من المنتجات منها لبن “جهينه” الصافي 100% بدون أي إضافات.

كما تتبع المزرعة أحد النظم العالمية منها برنامج كمبيوتر مخصص لتسجيل بيانات الأبقار مرتبط بجهاز الكتروني معلق في أرجل الحيوانات. ويتم التقاط هذه البيانات 3 مرات يومية عند دخول الابقار للمحلب اثناء عملية الحلب والتي يسبقها عملية غسيل أوتوماتيكي للضرع بالمياه تليها عملية تطهير للحلمات، مما يضمن أفضل جودة اللبن الخام.

وتم تدعيم مزرعة جهينه بمعمل متقدم تتركز مهامه على تحليل المواد الغذائية المقدمة للأبقار وكذلك تحليل الألبان المنتجة لمعرفة جودة الألبان سواء عدد البكتريا الموجودة فى كل مليمتر من اللبن الى عدد الخلايا الجسدية فى كل مليمتر من اللبن، علاوة على تحليل الأمراض التى تصيب الابقار ومعرفة العلاج والتحصينات الملائمة لاستخدامها فى القطيع. وقد تم اتخاذ هذه الخطوات الدقيقة غير المسبوقة من أجل إنتاج ألبان نظيفة وآمنة تضاهي في جودتها تلك التي يتم إنتاجها في أوروبا وأمريكا.
ويعد أحد العلامات الفارقة في تاريخ الشركة منذ إنشائها افتتاح أول محطة بيع كهرباء للقطاع الخاص من الطاقة الشمسية من خلال تعاون وثيق بين جهينه وكرم للطاقة الشمسية بسعة 1 ميجاوات. تعد المحطة هي الأولى من نوعها فى مصر حيث تساهم المحطة في توفير استهلاك نحو 600 ألف لتر من الديزل سنوياً وتفادى انبعاث نحو 1.62 ألف طن من ثاني اكسيد الكربون سنوياً مع العلم أن المشروع يدار بأكمله بالطاقة الشمسية حفاظاً على البيئة ورغبة في الخروج بمشروع مصري متكامل يجمع بين التركيز على احتياجات الشركة وخطة الدولة الطموحة في الاستثمار في الواحات وسد الفجوة فيما يتعلق بالألبان الخام.
واهتمت الشركة بتوفير بيئة عمل هي الأفضل لكافة العاملين بالمزرعة من خلال توفير سكن ووجبات عالية الجودة بالإضافة إلى نظم انتقال مريحة وآمنة ووسائل ترفية ضمن التواصل مع العالم الخارجي وهو ما يتضمن الاتصال بشبكات الإنترنت وشاشات تليفزيون واشتراكات لمشاهدة الدوريات العالمية والمحلية.

وقامت الشركة بعدد من المحاولات الجادة للتعامل مع المشكلات التنموية الخاصة بالمجتمعات المحيطة بالمزرعة سواء بالفرافرة او بالواحات وهو ما تضمن حل مشكلات البنية التحتية للمدرسة الابتدائية بمنطقة ابو منقار (تعليم) وحل مشكلة مياه الشرب بقرية تابعة لمدينة الداخلة بانشاء البئر الرئيسي لمياه الشرب والذي تكلف أكثر من مليون جنيها (مياه وصحة). كما قامت الشركة بتوفير السولار الخاص بمحطة توليد الكهرباء الخاصة بقرية أبو منقار لمدة تزيد عن ستة أشهر حتى تعمل معظم ساعات اليوم (طاقة) وتسهيل عمليات تشغيل العمالة بالمزرعتين من أبناء القري المجاورة. كما تعاقدت الشركة مع بعض المقاولين ضمن مشروع انشاء مزرعة الإنتاج الحيواني والزراعي لمدة تجاوزت الأربعة سنوات وهو ما عوض الضرر الناشيء عن ضعف السياحة حيث كانت هي الوسيلة الرئيسية لدخل أهالي منطقة البويطي بالواحات البحرية. كما عملت المزرعة بشكل غير مباشر على زيادة نسب الإشغالات بالفنادق نتيجة إقامة العمالة والزائرين والمقاولين.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة