مدير عام فندق ميركور الهرم: المواطنة والانتماء والحماية ثلاثية تضمنها المسئولية المجتمعية للشركات

مدير عام فندق ميركور الهرم: المواطنة والانتماء والحماية ثلاثية تضمنها المسئولية المجتمعية للشركات
05 / 12 / 2018

بدايات القصة تعود إلى عام 2008 ، حينما كنت مديرا لأحد الفنادق بمنطقة جنوب سيناء الواقعة بين شرم الشيخ وطابا، وهناك رصدت معاناة أهل المنطقة من البدو في البحث عن المياه الصالحة للشرب لهم ولأنعامهم، والغريب في الأمر أن في ذلك الوقت حدثت واقعة طريفة حينما أبلغت أن سيدة أجنبية تريد مقابلتي للتحدث معي بشأن أمر ما ، وإبان مقابلتها علمت أنها يونانية عاشت في الإسكندرية لفترة طويلة وتعشق مصر ، وتعمل مع منظمات الاتحاد الأوروبي ممن يهتمون بالبدو وظروف معيشتهم وحرفهم وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم”.

وبهذا الشغف في الحكي، تابع جمال حسن ، مدير عام فندق ميركور الهرم في حديث لـ سي إس آر إيجيبت ـ إن السيدة تقوم بتوفير المواد الخام للفتيات من البدو، واللاتي يستخدمونها في صناعة المشغولات ، ثم تقوم بتسويق منتجاتهن في أسواق الاتحاد الأوروبي لمساعدتهن على كسب عيشهن.

وأضاف جمال “أخبرتها بأني أقوم كذلك بتوفير أنشطة وعمل للبدو وأبنائهم داخل الفندق ، وأهتم بشوؤنهم في المناسبات الدينية كرمضان إعداد إفطار جماعي لهم أو قبل المدارس توفير المتطلبات الدراسية لأبنائهم من الطلاب، فهو عمل مجتمعي هادف تحت مظلة الوطنية والعمل التطوعي لتوفير سبل عيش كريم لهم ، فضلا عن المساعي لتحقيق الاستدامة في تنمية هذا الأعمال في شتى المجالات الحيوية لاسيما فيما يتعلق بشق توفير المياه الصالحة للشرب خاصة”.

وقال مدير عام فندق ميركور الهرم : “عرضت على الشركة الأم المالكة للفندق القيام بحفر بئر للمياه الصالحة للشرب للبدو في جنوب سيناء ، وقد وافقت الشركة على الفور وتم توفير الاعتمادات الخاصة بذلك ، وبالفعل تم التوافق على المكان مابين دهب ونوبيع على بعد 300 متر ، وتم الاستعانة بفريق متخصص”.

وأضاف “بالقرب من هذه المنطقة كان يوجد كذلك بئر يقوم على حفره مركز بحوث الصحراء بهدف الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والزراعة ، إلا أن درجة ملوحته كانت مرتفعة للغاية ولم تصلح المياه ، وحينما بدأنا في العمل في حفر البئر وإجراء التجارب ، تم التأكد من صلاحيته للشرب والزارعة ، كما خصصنا مكانا لشرب البدو وأهلهم وكذلك مكان تم تخصيصه لسقيا أنعامهم ، وتم وضع يافتة على البئر أنه “سبيل” وليس ملكا لأحد ليستفيد منه البدو كافة في المنطقة.

وأكد جمال حسن أن ماأنجزته المسئولية المجتمعية من أنشطة وفعاليات لأهل البدو انعكس مردوده بالإيجاب على المنشأة الفندقية التي كنت أعمل فيها خلال ثورة يناير 2011 ، حيث أن البدو وذويهم هم من قاموا بحماية المنشأة والدفاع والزج عنها ضد أي اعتداء أو تخريب ، يقينا منهم وانتماء بأن هذا المكان مكانهم وأبناءهم يعملون فيه ، في الوقت الذي كانت منشآت أخرى تقوم بدفع الأتاوات من أجل توفير الحماية ، وهو الأمر الذي أثار دهشة مجلس إدارة المجموعة الأم للفنادق والقدرة الفائقة على تأمين المنشأة والأفراد خلال الثورة”.

وشدد جمال حسن على أن المواطنة والانتماء والحماية ثلاثية تضمنها المسئولية المجتمعية للشركات ، كونها من أهم الركائز التي تعزز روح التعاون، وتغليب الروح الجماعية على الأنانية ، وبالتالي خدمة المجتمع ككل.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة