مستشفى «500 500».. شعاع نور لمرضى السرطان

مستشفى «500 500».. شعاع نور لمرضى السرطان
28 / 08 / 2017
بقلم admin

انتشر مرض السرطان في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، وبات شبحا يطارد حياة الكثيرين في كل مكان، حيث أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أنه أصبح واحدا من أهمّ أسباب الوفيات في العالم، وقد بلغ عدد الحالات الجديدة للإصابة به 14 مليون حالة تقريباً في عام 2012.

وطبقا للتقارير هو ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم، حيث حصد أرواح ما يقرب من 8.8 مليون شخص في عام 2015، وتُعزى إليه وفاة واحدة تقريباً من أصل 6 وفيات على صعيد العالم.

وفي ضوء الزيادة المطردة و المستمرة لأعداد مرضي الأورام في مصر في السنوات الأخيرة، ومع التطور المستمر في طرق و أساليب علاج الأورام و ما تحتاجه من بيئة محيطة بمواصفات خاصة و متطورة، عجز المقر الحالي للمعهد القومي للأورام، بشارع القصر العيني، عن توفير حجم التوسعات المطلوبة للوفاء بدوره الريادي التعليمي و البحثي و العلاجي لمرض السرطان، و الذي يغطي كافة الأعمار و أنواع و مراحل المرض.

وبناء على ذلك افتتحت مؤسسة المعهد القومى للأورام، مقرا جديدا تحت أسم مستشفى «500 500» بالشيخ زايد، يفى بهذه الاحتياجات، ويناسب المؤسسة العريقة لـ100 عام مقبل علي الأقل، بما يضمن عدم رد أي مريض سرطان عن بابه.

المؤسسة أهلية غير هادفة للربح يديرها مجلس أمناء وتتبع إداريا لجامعة القاهرة وتخضع لقوانين وزارة التضامن الإجتماعى التى تنظم عمل المؤسسات والجمعيات الأهلية، مما يضمن استقبال جميع الحالات دون النظر إلى الفئة العمرية أو درجة المرض ومدى الاستجابة للعلاج، وكل ذلك بالمجان.

ويقام المقر الجديد  للمستشفى على مساحة 35 فدان، بإجمالي 790 ألف متر مربع مباني، بتكلفة إجمالية تقدر بمليار دولار أمريكى.

وتم تصميم المشروع وفقا لأحدث و أشمل المعايير العالمية، بما يضمن تكامل العناية بالمرضى، حيث قام بتصميم المشروع مكتب SOM الامريكي بنيويورك، و هو من المكاتب المشهود لها بالخبرة الواسعة في تصميم المستشفيات، لاسيما المختصة بأبحاث وعلاج السرطان.

وإيمانا من المؤسسة بالمسئولية المجتمعية، فقد روعي في التصميم الالتزام الكامل بأعلى مستوى من معايير الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة المصرية للحفاظ علي الطاقة والبيئة المحيطة، والاستفادة بالطاقة الشمسية قدر الإمكان.

ويوفر المشروع الجديد مجتمع متكامل الخدمات لكافة أنواع المترددين من مرضي و عاملين و زوار و باحثين و متبرعين، يضم بين جنباته أماكن متعددة و مناسبة لكل فئة توازن بين المساحات الخضراء و أماكن العمل و أماكن الراحة، وأماكن لألعاب الأطفال من المرضي.

يتكون مشروع المقر الرئيسي الجديد للمعهد القومي للأورام من “مستشفى متكامل” لعلاج كافة أنواع الأورام، و كافة الاعمار، سعة 1000 سرير تتواجد بالقسم الداخلى، و 600 سرير تتواجد فى مباني العيادات الخارجية و علاج اليوم الواحد، وأقسام التشخيص، و”مبنى أكاديمي”  يضم إدارتي المعهد و المستشفى و مكاتب الأطباء و مركز الأبحاث الإكلينيكية و مركز التعاون العلمي الدولي، و”مركز متكامل” لأبحاث السرطان المتطورة يضم معامل الأبحاث المعملية التي تغطي كافة العلوم الخاصة بالوقاية و تشخيص وعلاج الأورام.

كما يشمل منشأة متكاملة ومعتمدة لحيوانات التجارب الدوائية والجراحية، وبنوكا للجينات الوراثية المرتبطة بالسرطان والخلايا الجذعية، ومركز تدريب و مؤتمرات متكامل يضم قاعة كبري للمؤتمرات، وقاعات متعددة للتدريس والامتحانات، وقاعات للمحاكيات المختلفة لأنشطة تشخيص وعلاج الأورام لتدريب شباب الأطباء والتمريض والفنيين.

وفي هذا السياق حرصت «500 500» على إنشاء معهد إعداد تمريض الأورام لتوفير الأعداد المناسبة لاحتياجات المستشفى الجديد، بالمستوى المطلوب و التخصصات المناسبة، للتأكد من جودة الخدمة المقدمة واستمراريتها.

كما شمل المشروع، انشاء دار ضيافة للمرضى المغتربين الذين مازالوا تحت الفحص والتشخيص بسعة 300 غرفة، ومبنى العلاج التلطيفي لاستقبال المرضى في مراحلهم الميئوس من شفائها بسعة 200 غرفة.

ولاستكمال المنظومة الصحية فقد توجب إنشاء أكبر صيدلية إكلينيكية و الأولى من نوعها فى مصر داخل مقر المستشفى، حتى تستطيع التأكد من ضبط الجرعات و التحكم فى جميع الأعراض الجانبية المصاحبة لتعاطى العلاج الكيماوى، مما يضمن فرص عالية للشفاء و فرص أقل لعودة المرض مرة أخرى.

و إن جاز التعبير يمكن أن نطلق على هذا المشروع أنه مشروعا قوميا شاملا، فبخلاف الخدمة الطبية المجانية المتميزة التى سوف يقدمها هذا المشروع لجميع المصريين، فإنه سيوفر ما يقرب من 13 ألف و500 فرصة عمل فى مختلف المجالات الطبية والبحثية التى تخدم مرضى السرطان كما أنها سوف تجعل لمصر الريادة فى علاج هذا المرض.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة