“مصر خالية من فيروس سي”..حلم يسعى الجميع لتحقيقه بحلول 2020

“مصر خالية من فيروس سي”..حلم يسعى الجميع لتحقيقه بحلول 2020

شريف شوقي

انطلقت العديد من المبادرات والقوافل الطبية وراء تحقيق هدف رئيسي وهو الوصول إلى “مصر خالية من فيروس سي بحلول عام 2020″، وهو الهدف الذي وضعته مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية وشركات الأدوية والدولة نصب أعينها، حتى تم القضاء نهائيا على قوائم الانتظار بالمستشفيات بفضل تقديم الكشف والتحاليل وجميع طرق التشخيص والعلاج مجانا والوصول بكل هذه الخدمات إلى المناطق النائية بجميع المحافظات، وذلك بمساعدة العديد من الجهات ومن بينها “صندوق تحيا مصر”، “مؤسسة مصر الخير”، “بيت الزكاة المصري”، “مركز الكبد العالمي” و”بنك الشفاء”، ولم يتبق على تحقيق حلم المصريين إلا أعواما قليلة حتى يتم إعلان مصر “خالية من فيروس سي”.

وقال الدكتور جمال شيحة رئيس مجلس إدارة “مؤسسة الكبد المصري” إن العالم يعمل على اقتلاع فيروسات الكبد بقوة، فيما تبذل مصر جهودا كبيرة للقضاء على على “فيروس سي” بجميع المحافظات من خلال طرح العديد من المبادرات ومنها مبادرة “اطمن على نفسك”.

وأضاف شيحة أن مبادرة ” أطمن على نفسك” انطلقت بعد أن تم عرضها في المؤتمر الوطني للشباب بأسوان مؤخرا، وأسفرت حتى الآن عن علاج مليون مصري ضمن 5 ملايين يجهلون إصابتهم بفيروس سي.

وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع علاج مرضى “فيروس سي” على رأس أولوياته، حيث تطرق في 12 مايو 2015 في كلمته الشهرية للشعب عن المستوى الصحي والطبي، وأشار إلى أنه سيتم إنتاج دواء “فيروس سي” بواقع مليون جرعة سنويًا يضاف إلى ذلك تضافر جهود القطاع الخاص والمدني والحكومي وأن ذلك لم يكن ضمن أهداف الحكومات السابقة لذلك تم إنشاء جمعية دعم مرضي الكبد غير القادرين بعد إدراك وجود ملايين المصابين بفيروس سي.

وأشار إلى أن مبادرة “أطمن على نفسك” للكشف عن فيروس سي لها أهمية كبيرة، وتمثل شراكة فعالة بين مؤسسات المجتمع المدني مثل مؤسسة “اسمعونا” و”مؤسسة الكبد المصري” إضافة إلى وزارة الصحة وكل هذه الإسهامات كان لها الأثر البالغ في علاج نحو 835 ألف مصاب بفيروس سي خلال الأشهر العشرة الأخيرة فقط ، فضلا عن خلو 16 قرية مصرية تماما من الفيروس في 2016 وانتشار نحو 180 قافلة طبية في قرع ونجوع مصر بالإضافة إلى المشاركة المصرية في المؤتمر الأفريقي من أجل الإعلان عن أفريقيا خالية تماما من الالتهاب الكبدي الوبائي وحرص الدول الأفريقية على الاقتداء بالتجربة المصرية الرائدة.

وأضاف أن اللجنة القومية للفيروسات الكبدية قامت بتخصيص موقع إلكتروني تابع مباشرة لهيئة التأمين الصحي وتسجيل بيانات المصابين عليه وذلك لتسهيل علاجهم وتحديد موعد صرف العلاج لهم من خلال منافذ مراكز الكبد المنتشرة على مستوى الجمهورية، وهو ما يأتي في إطار خطة وزارة الصحة للقضاء نهائيا على كل أنواع الإصابات بالالتهاب الكبدي الوبائي بنوعيه “بي” و “سي” بحلول عان 2020  .

ومن جهته، قال المهندس تامر وجيه رئيس شركة “برايم فارما” المسئولة عن حملة “تور أند كيور للسياحة العلاجية” إن هدف الحملة علاج مرضى “فيروس سي” من كافة أرجاء العالم، وذلك بعد نجاح تجربة مصر وتصدرها أعلى معدلات الشفاء من فيروس الكبد الوبائي سي في العالم خلال عام 2016.

وأضاف وجيه أن الحملة تأتي في إطار الاستفادة من تصنيف مصر رقم واحد عالميا في علاج فيروس “سي” والمنافسة السعرية لقيمة هذا العلاج في مصر مقارنة ببعض الدول الأوروبية، مشيرا إلى ضرورة الاستفادة من ذلك في دعوة المرضى من دول أخرى لزيارة مصر لتلقي العلاج وعمل جولات سياحية في نفس الوقت.

وأوضح أن مصر من ضمن الدول التي أظهرت تقدما في علاج فيروس التهاب الكبد الوبائي “فيروس سي” بسبب انخفاض سعر العلاج، حيث انخفض السعر في مصر من 900 دولار في عام 2014 إلى أقل من 200 دولار في عام 2016، في الوقت الذي تتخطى فيه تكلفة العلاج بأوروبا 100 ألف يورو.

وأشار إلى أن شركة “برايم فارما” وقعت بروتوكول تعاون مع “مصر للطيران” لتقدم من خلاله الأخيرة أسعارًا خاصة وتسهيلات في حجز وتعديل حجوزات تذاكر السفر للقادمين من الخارج ضمن برنامج السياحة العلاجية التي تقدمه شركة الخدمات العلاجية بعنوان “تور أند كيور”.

وأكد أن شركة “مصر للطيران” تلعب دور الناقل الرسمي لحملة السياحة العلاجية “عالم خالٍ من فيروس سي”، والتي تستهدف وضع مصر على خريطة السياحة العلاجية عالميا، ويشارك في دعمها العديد من النجوم ومشاهير العالم ومن ضمنهم لاعب كرة القدم العالمى ليونيل ميسي، الذي زار مصر لتدشين الحملة وقد تم الحصول على تبرعات لعلاج أكثر من 20 ألف مريض مصري من فيرس “سي” خلال زياره ميسي إلى مصر.

ومن جانبه، أعلن الدكتور محمد عزمي وكيل وزارة الصحة بالجيزة بدء حملة طبية موسعة بقرية “أم خنان” بمدينة الحوامدية لاكتشاف مرضى فيرس “سي” من خلال عمل مسح ميداني وذلك ضمن خطة وزارة الصحة لاكتشاف حالات مرض فيروس “سي” مبكرا مما يساعد على العلاج بشكل سريع، حيث تستهدف الحملة 17 ألف نسمة من سكان القرية.

وقال عزمي إن الحملة تقوم بعمل التحاليل الطبية المجانية دون تحميل المرضى أية أعباء مالية، وقد تم تجهيز 14 فرقة ثابتة، ومتحركة مجهزة بكافة التجهيزات الطبية اللازمة، لافتا إلى أنه في حالة اكتشاف أي إصابة بالمرض  يتم تحويلها فورا إلى مراكز العلاج لاستكمال الفحوصات وصرف العلاج المجاني.

ومن جهته، قال الدكتور أبو بكر مصطفى مدير وحدة مكافحة الفيروسات وأخصائي الكبد والجهاز الهضمي بمستشفى القاهرة الفاطمية إن المسح الذي قامت به وزارة الصحة حقق نجاحا كبيرا في مواجهة المرض خاصة في الأحياء الفقيرة والعشوائية بالقاهرة.

وأشار إلى أنه تم الانتهاء من علاج 90% من الحالات عن طريق القوافل الطبية المجانية التي تجوب القاهرة الكبرى، وقد تم عمل نظام إلكتروني لعمل ملف مريض فيروس “سي” حيث يتم تسهيل الإجراءات بالحاسب الآلي خاصة تسجيل بيانات المريض لسرعة إنجاز العمل وعدم جعل المرضى ينتظرون ساعات طويلة بالمستشفى.

وقال الدكتور سيف حلمي عضو مجلس إدارة مجموعة “فاركو للأدوية” رئيس مبادرة “انقذ حياتك” إن المبادرة تهدف إلى مساعدة المواطن المصري على الاكتشاف المبكر لمرض “فيروس سي” وعلاجه بتكلفة مخفضة وعلى أعلى مستوى من الرعاية الطبية لتخفيف العبء عن موازنة الدولة والحد من انتشار المرض حتى يتم القضاء نهائيا عليه بحلول عام 2020.

وأضاف حلمي أنه يتم طرح العديد من المبادرات ومن أبرزها حملة “انقذ حياتك” لعلاج المواطنين من مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي “سي” عبر برامج علاجية ميسرة ومتاحة لكافة الفئات بتكلفة مدعمة وذلك بالتعاون مع حملة “حلل.. اطمن”.

وأوضح أن “فاركو” وفرت علاج “فيروس سي” بسعر 1530 جنيهاً فقط لمعالجة المريض بشكل كامل ضمن المبادرة بالتعاون مع كل من صندوق “تحيا مصر”، مركز الكبد العالمي، “مصر الخير”، “بنك الشفاء” وبيت الزكاة المصرى.

وأشار إلى أن الحملة انطلقت من مدينة برج العرب بمحافظة الأسكندرية، حيث  أن مدينة برج العرب جزء من تلك الخطة ليتم إعلان محافظة الأسكندرية خالية من فيروس “سي” بحلول عام 2019.

أكد أنه تم من خلال الحملة الكشف المجاني المبدئي على السكان للكشف عن إصابتهم بالفيروس وقامت الحملة بمسح 2400 موظف وعامل بـ4 مصانع بمدينة برج العرب، وكانت نسبة الإصابة 7%، حيث تم اكتشاف 270 مريضاً بفيروس “سي”، مضيفاً أن هناك عددا من المواطنين من غير العاملين ببرج العرب قاموا بالتحليل المبدئي من خلال عربات “حلل واطمن” التي توفرها شركة “فاركو” في أماكن المسح.

كما قامت الحملة بعمل  بمسح مكتبة الأسكندرية بالكامل والعاملين في محيطها، وقد تبين من الفحوصات أنها الأقل إصابة بفيروس “سي”، حيث تم مسح 1200 موظف وعامل ثبت إصابة 9 منهم، ومعظمهم من العاملين بالخدمات أو المطاعم حول المكتبة وقد تم  تحويل المرضى المكتشفين للجهات التابعة لها لعلاجهم، سواء القوات المسلحة، أو التأمين الصحي، أو وزارة الصحة.

وأضاف أن الشركة تستهدف علاج عدد أكبر من مرضى “فيروس سي” لجعل مصر خالية من المرض خلال 3 أعوام.

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد هجرس مدير مستشفى “القاهرة الفاطمية” إن النجاح في مواجهة فيروس “سي” يرجع إلى الالتزام وتنفيذ كل تعليمات وزارة الصحة في استقبال المرضى وتقديم التحاليل والكشف عليهم ثم تقديم الأدوية، كما أن كل قرارات العلاج على نفقه الدولة.

وأضاف هجرس أنه يتم علاج الحالات ومتابعتها كل ثلاثة أشهر، كما أن المستشفى لديها وحدة الفيروسات الكبدية بها كل الأدوية اللازمة والعلاج مجاني.

وأشار إلى أنه يتم إرسال كشوف المرضى من وزارة الصحة إلى المستشفى والذين لا يتمتعون بخدمات التأمين الصحي ويتم إصدار قرارات العلاج على نفقه الدولة لهم خلال 48 ساعة بوزارة الصحة دون مجاملة أو محسوبية.

ومن جانبه، قال الدكتور وائل يحيى مدير عام مستشفى “دار الشفاء” التابعة للمراكز الطبية المتخصصة “لاتوجد لدينا قوائم انتظار منذ يناير الماضي وهناك جهود كثيرة تم بذلها حتى تنتهي قوائم الانتظار منها تطوير وحدة مكافحة الفيروسات الكبدية وتقوم بعمل متابعة لكل المرضى كل 3 أشهر”.

وأشار إلى أن وزارة الصحة ترسل المرضى يوميا إلى المستشفى ويتم علاجهم مجانا حيث أنهم لا يتمتعون بخدمات التأمين الصحي.

ومن جانبه، أكد محمد عشماوي المدير التنفيذي لصندوق “تحيا مصر” أن مصر حققت نجاحاً كبيراً في علاج  فيروس “سي”، وفقا لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث أصبحت مواجهة فيروس “سي” في مصر نموذج يحتذى به في كل دول العالم، حيث ساهم الصندوق في علاج أكثر من 200 ألف مريض.

وأوضح أن هناك مناطق بأكملها أصبحت خالية من فيروس “سي” ولم تعد هناك قوائم انتظار بها للعلاج وذلك نظرا لتعاون وزارة الصحة واللجنة العليا للفيروسات وصندوق تحيا مصر ومؤسسات العمل المدني.

وأشار إلى أنه بعد أن كان انتشار هذا الفيروس يرتقي إلى مرحلة الوباء و لم يكن أحد ينتبه له، أصبحت تجربة مصر رائدة في علاج المرض، بل إن العدد الذي تم علاجه في مصر خلال فترة محددة يوازي ما تم علاجه في العالم كله في نفس التوقيت.

وأكد أن صندوق “تحيا مصر” قام بالتنسيق مع وزارة الصحة بوضع خطة قومية جاري تنفيذها لعمل مسح شامل وكشف مبكر لطلاب الجامعات ولقطاعات ومؤسسات الدولة للكشف المبكر على مرض فيروس سي، وذلك لضمان حماية الشباب من فيروس الكبد الوبائي.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة