مقال : المسئولية المجتمعية على محك مصداقية الشركات

مقال : المسئولية المجتمعية على محك مصداقية الشركات

“برغم أن الكثير من الشركات تود الانخراط بجدية في حقل المسئولية المجتمعية ، إلا أن الجماهير العامة باتت أكثر تشككا في مصداقيتهم”.

كشفت الكاتبة ليزا براديتا ـ في مقال لها بعنوان كيف يمكن للشركات تعزيز المصداقية لدى الجماهير العامة حول المسؤولية المجتمعية نشر على موقع “تربل بانديت ـ عن دراسة أجريت مؤخرا أظهرت أن 52 في المائة من المستهلكين بحاجة إلى أن يلمسوا مبادرات حقيقة للمسئولية المجتمعية للشركات لتصديقهم.

وقالت “لماذا يحدث هذا ؟ للأسف الشديد ،لأن هناك شركات قليلة تدمر ما تفعلة من أنشطة للمسئولية المجتمعية فتضر نفسها وغيرها.

وأوضحت الكاتبة أن 90 في المائة من المستهلكين يأملون في الشركات ـ إلى جانب جني الأرباح ـ معالجة القضايا الاجتماعية والبيئية عبر المسئولية المجتمعية وهو مايسهم في بناء الثقة بين الشركات وعملائها،

واستدركت الكاتبة متسائلة ” لكن هل الشركات مهتمة فعليا بهذا هل هم مهتمون حقا بصنع عالم أفضل ، أم أنهم يرغبون فقط في جني الأرباح ؟ هنا تكمن شكوك الجماهير حول دور المسئولية المجتمعية للشركات.

وأكدت أن الشركات تواجه حاليا تحديا يتمثل في ضرورة إحداث تغيير حقيقي في إقناع الجماهيربأن ما يقولونه يفعلونه ، وأنهم مهتمون حقا بالمسئولية المجتمعية وإحداث تغيير إيجابي في العالم.

ولفتت إلى أن 80 في المائة من الجماهير ترى أنه ينبغي على الشركات اتخاذ إجراءات حقيقية لمعالجة القضايا المهمة التي تواجه المجتمع.

وأوضحت أنه من أجل إزالة شكوك الجماهير العامة حول فعالية المسئولية المجتمعية للشركات يحتاج الرؤوساء التنفيذيون للشركات أنفسهم أن يبدوا الاهتمام الحقيقي بشأنها ، والالتزام بها على المستوى الشخصي ، كما أن المسئولية المجتمعية للشركات يجب أن ترتبط كذلك بقضايا تحديد الهوية ، والتي تسمح للمستهلكين بالتشارك مع رجال الأعمال لتحديد تلك القيم ، مشيرة إلى أن هذا هو السبب الرئيسي في جعل عملاق صناعة البرمجيات في العالم “مايكروسوفت ” ـ المرتبطة بشكل وثيق برئيسها التنفيذي بيل غيتس ـ واحدة من أفضل الشركات المضطلعة بالمسؤولية المجتمعية.

وانتقلت الكاتبة لمثل آخر على النقيض ، وهو ماحدث لشركة فولكس فاجن ، والتي كانت سابقا واحدة من أفضل الشركات المهتمة بالمسئولية المجتمعية عالميا ولكن بعد فضيحتها المدوية المتعلقة بانبعاثات الكربون وأنها قامت بتثبيت برنامج فى بعض سياراتها  ، ما تسبب فى غش باختبار المعايير الخاصة بالانبعاثات ، الأمر الذي عمق الشكوك لدى الجماهير حول مبادرتها المتعلقة بالمسئولية المجتمعية وانهارت مصداقيتها.

واقتبست الكاتبة مقولة ل ـوارن بافييت ” تستغرق 20 عاما لبناء سمعة وخمس دقائق فقط لتدميرها ، إذا كنت تفكر في ذلك، عليك أن تفعل الأشياء بشكل مختلف”.

وأكدت ضرورة أن تتمتع الشركات بالشفافية في معالجة القضايا ، ينبغي على الشركات أن تكون واضحة تماما وشفافة حول مبادرات المسئولية المجتمعية للشركات.

وضربت الكاتبة مثلا لشركة “نايكي” ـ الرائدة في صناعة الملابس والأحذية الرياضية ـ التي استطاعت أن تحقق نقلة نوعية لديها ، وكيف أن المستهلكين ، قبل 20 عاما من الآن ـ قد تظاهروا أمام متاجرها بسبب اتهامات تتعلق بعمالة الأطفال واستخدامهم بأجور زهيدة ، وأن الشركة وعدت عملاءها بالتغيير ، وقد كان ، وجاء التغيير إيجابيا بنسبة 100 في المئة ، لافتة إلى أن الشركة تخطط للقضاء على جميع المواد الكيميائية الخطرة الداخلة في صناعتها بحلول عام 2020.

واختتمت الكاتبة “لا توجد شركة على ما يرام بشكل كامل ، والمشكلات تتوالى ، ولكن مايهم الجماهير العامة هو الإخلاص في حلها ، وكيفية معالجة الشركات لهذه المشكلات عند ظهورها”.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة