هل تنجح المبادرات الوطنية في القيام بدور شركات النظافة الأجنبية فور خروجها بنهاية العام؟

هل تنجح المبادرات الوطنية في القيام بدور شركات النظافة الأجنبية فور خروجها بنهاية العام؟

شريف شوقى

مع مرور الوقت واقتراب انتهاء عقود شركات النظافة الأجنبية في مصر وخروجها من السوق بنهاية العام الحالي، ظهرت العديد من المبادرات التي تهدف إلى جمع القمامة وتنظيف الشوارع والميادين والتي تعتمد في الأساس على قدرات وإمكانيات وطنية خالصة سواء مبادرات يطلقها المجتمع المدني أو الجمعيات الأهلية أو الشركات الشبابية الصغيرة أو الحكومة من خلال المحافظات، وهو ما سيعود بالنفع على الدولة من خلال توفير العملة الصعبة التي تتقاضاها الشركات الأجنبية وكذلك توفير العديد من فرص العمل للشباب، فضلا عن الرقي بالمجتمع والوصول بمصر إلى مكانة وصورة مشرفة أمام العالم كله، فهل تنجح هذه الجهود في ملء الفراغ الذي ستتركه الشركات الأجنبية فور خروجها من السوق؟.

 وقامت الجمعيات الأهلية بالاستعداد للمشاركة بمبادرات لتنظيف الشوارع بالاتفاق مع الاتحاد الاقليمي للجمعيات الاهلية بالقاهرة، وقد نجحت بعض مبادرات تنظيف أحياء القاهرة بشكل كبير ومنها مبادرة “بلدنا نظيفة” و”حلوه يا بلدي”، وذلك بالاعتماد على التعاون بين الجمعيات الأهلية وأصحاب ذوي الخبرة في مجال القمامة، وهو ما يستهدف تنظيف الشوارع مع تشجيع الجهد التطوعي وتقاضي رسوم بالجنيه المصري.

 وقال فرج إبراهيم سليمان وكيل أول وزارة التضامن الاجتماعي بالقاهرة إن مبادرات نظافة شوارع القاهرة لا تنتهي، ومنها “بلدنا نظيفة” و”حلوه يا بلدي” لتنظيف شوارع أحياء القاهرة، مشيرا إلى أن هناك محاولات مستمرة من المجتمع المدني للقيام بمهمة نظافة الشوارع بدلا من الشركات الأجنبية التي تتقاضى مرتباتها بالعملة الصعبة.

 وأضاف سليمان – في تصريحات خاصة ل “سي إس آر” – أن “جمعية مصر الجديدة” من الجمعيات التي ساهمت في هذه المبادرات من خلال توفير 2 لودر لحي مصر الجديدة، وكذلك مؤسسة “أخبار اليوم” التي نظمت حملة  تحت شعار “حلوة يا بلدي” بهدف نظافة وتجميل الميادين والشوارع بمحافظات مصر وهى الحملة التي تعظم من الدور الاجتماعي للمؤسسات الصحفية والإعلامية لما لها، وهو ما يأتي في إطار دورها لخدمة المجتمع المحيط والذي يتعدي دورها الصحفي ويكون تأثيرها الإيجابي خارج الدائرة الإعلامية.

وأكد أن الوزارة تسعى حاليا لتجميع هذه المبادرات والجمعيات التي ترغب العمل في نظافة القاهرة ودعمها، حيث تتقدم لوزارة البيئة ومحافظة القاهرة بعد انتهاء عقود شركات النظافة الأجنبية نهاية العام الجارى ويتم التعاقد معها ودعمها من خلال البنوك الوطنية لتجهيز معدات نظافة وسيارات قلاب حديثة وتولي مسئوليه نظافة الشوارع.

وقال “لابد أن نعرف أن المصريين هم من قاموا بحفر قناه السويس وعمل مترو الأنفاق فكيف نفشل في نظافة بلدنا ولدينا كم هائل من الجمعيات الأهلية النشيطة والمبادرات الناجحة في مجال النظافة ورفع القمامة بالعاصمة”.

ومن جانبه، أعلن اللواء محمد الشيخ سكرتير عام محافظة القاهرة أن المحافظة تعقد حاليا جلسات متواصلة مع وزارة البيئة للبدء في وضع نظام لجمع القمامة والمشاركة في حل مشكلة النظافة، لاسيما في ظل رحيل بعض الشركات الأجنبية.

  وأضاف الشيخ أن الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني ستلعب دورا هاما فى تنظيف شوارع القاهرة، خاصة وأن هناك بنوك سوف تقوم بتمويل الشركات الوطنية والشبابية التي تعمل في النظافة لتوفير أدوات نظافة لها وسيارات نقل، فيما ستقوم وزارة البيئة بتحديد طريقة العمل بالتنسيق مع محافظة القاهرة.

 وأكد أن هناك فرصا ذهبية لمنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية ومبادرات الأهالي في تنظيف شوارع العاصمة، وقال “لا ننسى مبادرة جمعية مصر الجديده لتنظيف الشوارع ومبادرة “بلدنا نظيفة” التي تم تطبيقها في الشرابية والزاوية الحمراء والتي حققت هذه المبادرات نجاحا كبيرا دون تدخل الدولة والشركات الاجنبية.

  وأشار إلى أن المبادرات المجتمعية الشبابية قادرة على تغيير الكثير خاصة إذا كانت هناك اتفاقيات وضوابط وقواعد لاستمرار هذه المبادرات برعاية الحكومة.

 ومن جهته، قال الدكتور طلعت عبد القوي رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية إن انتهاء عقود شركات النظافة الأجنبية في مصر يعطي فرصة سحرية لمبادرات الجمعيات الأهلية لنظافة مصر بأيادي أبنائها الذين يرفضون جلب الأجانب لتنظيف بلادهم.

  وأضاف عبدالقوي أن هناك العديد من المبادرات الناجحة لنظافة الشوارع ومنها، مبادرة “بلدنا نظيفة”، فضلا عن استعداد جمعيات عدة للمشاركة في منظومة تنظيف القاهرة ولديها شباب وعمال وسيارات وأدوات نظافة، مشيرا إلى ضرورة تسهيل الإجراءات لهذه الجمعيات لاستخراج التراخيص اللازمة والبدء في التعاون مع أجهزة الدولة في رفع القمامة بجميع أحياء القاهرة.

 وأكد أن مثل هذه المبادرات من شأنها المساعدة على تنمية الشعور بالانتماء للوطن وحب العمل والاعتزاز بالبلد وتحسين صورتها أمام السائحين والوافدين إليها.

  وأشار إلى أن هناك العديد من الجمعيات الأهلية العملاقة ذات التاريخ الطويل في مصر الجديدة، المعادي، الشرابية، الساحل وشبرا، وكلها على استعداد لتقديم طلبات للدخول في منظومة نظافة القاهرة وتقاضي مرتبات بالجنيه المصري بدلا من الدولارات التي تحصل عليها الشركات الأجنبية.

 وبالنسبة لدور الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة ، قال المهندس حافظ السعيد رئيس الهيئة إنه بعد انتهاء عقود الشركات الأجنبية آخر العام الجاري سيتم إدخال شركات وطنية تخص الشباب وكذلك جمعيات أهلية لديها القدرة على جمع القمامة من الشوارع.

 وأضاف السعيد أن هناك اتجاهات ومبادرات عديدة لجمع القمامة من المساكن مع إنشاء عدد من محطات المناولة الوسيطة أوالمتحركة، وفى حالة عدم وجود أماكن سيتم عمل حاويات كبيرة في أماكن محددة وسيتم فتح فرص للشباب والجمعيات الاهلية بالتنسيق مع وزارة البيئة ومحافظة القاهرة.

 وأكد أن البنوك يمكن أن تقدم قروضا للشباب وتوفير أدوات نظافة لهم وسيارات نقل لجمع القمامة بأقساط ميسرة ويمكن أن تقوم محافظة القاهرة بضمان هذه الشركات.

  وأوضح أن اشتراك الشباب في منظومة النظافة وإنهاء عمل الشركات الاجنبية يوفر العملة الصعبة ويساعد الكثير من الشباب للالتحاق بفرص عمل ومواجهة البطالة، حيث تضم القاهرة وحدها 9 آلاف جمعية أهلية منها مئات الجمعيات تستطيع أن تدخل منظومة النظافة ولديها شباب في الوحدات والأحياء يمكنهم الارتقاء بمستوى النظافة في الاحياء التي يعيشون فيها.

 ومن جانبه، قال الدكتور فاروق الجوهري رئيس “جمعية مصر الجديدة” إنه إيمانا بأن المشاركة الشعبية أصبحت تلعب دورا بارزا ومؤثرا لحل العديد من المشكلات، فقد قامت الجمعية بمجهودات ملموسة من أجل نظافة وتجميل حي مصر الجديدة.

  وأضاف الجوهري أن الجمعية شاركت في حملات مكافحة أمراض الصيف بتوفير سيارات رش للمبيدات الحشرية، وكذلك ساهمت الجمعية في رفع الكثير من مخلفات القمامة من مختلف شوارع الحي وتوفير أكياس القمامة بسعر التكلفة.

 كما ساهمت الجمعية في الاهتمام بحدائق مصر والمشاركة في تجميل وتشجير ورصف العديد من مناطق الحي، ومنها رصف شارع جسر السويس وتشجيره وتجميل شارع بغداد والمنطقة الواقعة خلف الكلية الحربية، وكذلك المساهمة في تطوير بعض المناطق العشوائية بمحافظة القاهرة، وتوفير التمويل اللازم لكافة متطلبات البنية الأساسية اللازمة من شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء.

 وساهمت الجمعية في أواخر العام الماضي في دعم منظومة النظافة بحي مصر الجديدة بخمس سيارات قلاب بتكلفة مليوني جنيه، لتجميع القمامة من الشوارع الرئيسية والفرعية إلى مقالب القمامة العامة، وذلك للمحافظة على نظافة الحي على مدار الـ24 ساعة مع توفير السائقين والعمالة اللازمة لهذه السيارات على نفقة الجمعية.

 وأشار إلى أنه تم تنظيم احتفالية كبرى يتم خلالها تسيلم حي مصر الجديدة السيارات لتدخل الخدمة وتساهم في تعزيز منظومة النظافة التي تقودها محافظة القاهرة، وذلك بحضور بعض الوزراء المعنيين وكبار رجال الدولة ومنظمات المجتمع المدني. 

وأكد عز الدين فرغل رئيس الاتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية بالقاهرة أن الاتحاد سيقوم قريبا بإطلاق مبادرة الهدف منها جمع القمامة من الشوارع والميادين وإتاحة الفرص أمام الشباب للعمل في المبادرة.

 وتتضمن المبادرة قيام الجمعيات الأهلية بتمويل عمليات النظافة بالتعاون مع بيوت خبرة تساعد على رفع القمامة فضلا عن استعانه الجمعيات الأهلية بمناطق منشية ناصر والدويقة بأصحاب الخبرة في هذا المجال خاصة وأن هناك 400 ألف أسرة تعمل في جمع وتدوير القمامة بهذه المنطقة.

وأضاف أن الجمعيات الأهلية قادرة وحدها دون دخول شركات أجنبية على التعاون مع أصحاب الخبرة في هذا المجال، مشيرا إلى نجاح إحدى الجمعيات في إقامة مصنع لتدوير القمامة بالجيزة قائم على تجميع البلاستيك وإعادة تدويره لعمل منتجات جديده من البلاستيك المستخدم قبل ذلك.

وأوضح أن مؤسسات المجتمع المدني بالقاهرة أول من دعا إلى المشاركة في منظومة النظافة حين أطلق الاتحاد مبادرة “القاهرة عاصمة نظيفة”، مشيرا إلى أنه قد تم تخصيص خمس جمعيات لكل حي تشارك في منظومة النظافة بمساهمات مادية وعينية لرفع كفاءه نظافة شوارع القاهرة بسبب المستوى المتدني للنظافه رغم حصول الشركات الأجنبية على رسوم فلكية بالعملة الأجنبية من الحكومة المصرية.

وفي ظل كل هذه المبادرات الوطنية والشبابية الهائلة التي تهدف إلى تنظيف شوارع مصر والتخلي عن الشركات الأجنبية، يمكن القول بأنها قادرة على التعويض والقيام بالدور الذي كانت تقوم به الشركات الأجنبية في هذا المجال فور خروجها وانتهاء عقودها بنهاية العام الحالي.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة