عمر غالي: الانبعاثات الحرارية تؤثر على توازن الحياة البيئية وتهدد الأمن الغذائي العالمي

عمر غالي: الانبعاثات الحرارية تؤثر على توازن الحياة البيئية وتهدد الأمن الغذائي العالمي

مصر تساهم بحوالي 0.6% من إجمالي الانبعاثات الحرارية

مصر ليست لديها مشكلة انبعاثات.. ومدننا الشاطئية ستعاني من التأثيرات العالمية

التغييرات المناخية لا تعرف الحدود وستطال الجميع.. ودول العالم الثالث ستعاني بشدة

العالم يحتاج 100 مليار دولار سنويًا لتطبيق وسائل التعايش.. و12 مليار فقط يتم إنفاقها

60% من الانبعاثات الحرارية الحالية بسبب الولايات المتحدة والصين

الاتحاد الأوروبي” يلزم الشركات بالإفصاح عن تقارير البصمة الكربونية

كثر الحديث في المحافل الدولية عن دعم الجهود الهادفة إلى خفض البصمة الكربونية لما لها من تأثير على التغيرات المناخية، وذلك بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة، والتوجه نحو اقتصاد منخفض الكربون، بما يشمل بناء شراكات بين المؤسسات والقطاع الخاص لتسريع وتيرة العمل المناخي، والاستفادة من الفرص التحويلية للتأثير البيئي والاجتماعي.

وقال عمر غالي، الرئيس التنفيذي للمركز المصري للبصمة الكربونية، إن تأثير البصمة الكربونية على التغيرات المناخية بات ملموسًا، ويتضح ذلك في ظهور الصدمات الحرارية وموجات الجفاف وذوبان القطب الجليدي، مما يؤثر على توازن الحياة البيئية على كوكب الأرض.

وأضاف غالي، في حوار مع بوابة “سي إس آر إيجيبت”، أن البصمة الكربونية تؤثر أيضًا على الأمن الغذائي للعالم، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى مضاعفة تلف المحاصيل المهمة بالنسبة للإنسان، مما يوضح أهمية العمل على خفض البصمة الكربونية وتقليل الانبعاثات لإنقاذ البشرية، وإلى نص الحوار…

  • في البداية نود أن نعرف ما هي البصمة الكربونية، وأثرها على التغيرات المناخية؟

البصمة الكربونية هي قياس انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن حرق واستهلاك الوقود الأحفوري لتتمكن الشركة من ممارسة أنشطتها المختلفة، فعند حرق أي نوع من الوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي/ الوقود بمختلف أنواعه/ الفحم يتم إطلاق غازات تسبب الاحتباس الحراري وأسوأ الغازات على الإطلاق “الميثان”.

ولشرح الأثر البيئي لهذه الغازات ببساطة فلنفترض أن هناك سيارة متروكة في أشعة الشمس المباشرة بدون فتح النوافذ فنجد أن درجة الحرارة داخل السيارة غير محتملة،  أما لو تركنا النوافذ مفتوحة فستجد أن الحرارة أقل وطأة ومحتملة، نظرًا لوجود تهوية جيدة.

غازات الاحتباس الحراري هي الزجاج الذي يحيط بالسيارة و يسهم في زيادة ارتفاع الحرارة، و بالتالي ما يتم للكرة الأرضية الآن هو ما يحدث في السيارة التي تترك في الشمس.

أما بالنسبة لأثر التغيرات المناخية، فإن ذلك بات ملموسًا للكافة في الوقت الحالي، بعد ظهور الصدمات حرارية وموجات الجفاف وذوبان القطب الجليدي، مما يؤثر على توازن الحياة البيئية، وأيضًا الأمن الغذائي للعالم، إذ أن درجات الحرارة المرتفعة ستضاعف من تلف المحاصيل المهمة للإنسان.

  • كيف يتم حساب البصمة الكربونية؟

يتم حساب البصمة الكربونية بطريقة “GHG PROTOCOL” ويوجد 3 نطاقات للإفصاح عن البصمة الكربونية ويتم إلزاميًا الإفصاح عن النطاق الأول والثاني، وطواعية يتم الإفصاح عن النطاق الثالث.

فالنطاق الثاني يتمثل في استهلاك الطاقة الكهربائية للأصول المملوكة للشركة وليست المستأجرة، والنطاق الأول يشتمل على 4 إفصاحات، حيث أن الأول يتمثل في الانبعاثات الناتجة من وجود معدات تستخدم الوقود الأحفوري مثل مولدات الكهرباء أو الغلايات، والثاني يتمثل في الانبعاثات الناتجة عن نقل الموظفين باستخدام وسائل مواصلات مملوكة للشركة.

أما بالنسبة للثالث، فيتمثل في تسريب غازات التبريد والتكييف، والرابع فيتمثل في إطلاق أو تسريب غازات مكافحة الحرائق.

  • عمر غالي: الانبعاثات الحرارية تؤثر على توازن الحياة البيئية وتهدد الأمن الغذائي العالميحدثنا عن أطر عمل المركز المصري للبصمة الكربونية، والدور الذي يقدمه للمؤسسات والشركات.

يقوم المركز بتقديم العديد من الخدمات للشركات مثل قياس البصمة الكربونية، وأيضًا وضع خطط لتخفيض هذه الانبعاثات لتتماشي مع اتفاقية باريس، وأيضا قياس كفاءة الطاقة إذ أن توفير استهلاك الطاقة يعتبر أقل الطرق تكلفة لتخفيض المصاريف والانبعاثات.

كما نقوم بعقد دورات تدريبية وذلك لرفع مستوى الوعي بمشكلة التغييرات المناخية، بالإضافة إلى عمل تقارير الاستدامة وفقا لأطر GRI ومساعدة المؤسسات الراغبة في الحصول علي التمويل من جهات دولية وبعائد مميز.

ونستعد قريبًا للإعلان عن مفاجأة أخري في بداية 2024.

  • إلى أي مدى نجح المركز في معالجة قضية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فى مصر.

مصر تساهم بحوالي 0.6% من إجمالي الانبعاثات وذلك لعام 2020، ويبلغ معدل الانبعاثات للمواطن المصري حوالي 2.5 طن في العام مقارنة بـ 20 طن للمواطن الإماراتي، و32 طن للمواطن القطري، و8 طن للمواطن الألماني، و15 طن للمواطن الأمريكي.

فكما نرى فمصر ليست لديها مشكلة انبعاثات ولكن علي العكس ستعاني مدننا الشاطئية من ارتفاع مستوي سطح البحر وأيضًا موجات الجفاف التي يكون لها تأثير سلبي علي المحاصيل الزراعية.

وأرى أن دور المركز يتمثل في المساهمة في زيادة الوعي بشكل رئيسي لنتمكن من عمل الموائمة المطلوبة لنتعايش مع الوضع الجديد، كما نساعد الشركات علي قياس كفاءة الطاقة، ووضع دراسات الجدوي للعملاء لقياس ما هو الأثر المتوقع من الاستثمار في الحلول البديلة.

  • كيف يقوم المركز بتحويل ملف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من عبء مالي لمصدر دخل محتمل؟

العمل على تقليل غازات الاحتباس الحراري يؤدي إلى تقليل النفقات، كما أن زيادة وعي المواطنين يعتبر عاملًا مؤثرًا فيما يخص تقليل النفقات، فنجد على سبيل المثال أن المواطنين في دول الاتحاد الأوروبي يتجهون لشراء المنتجات ذات البصمة الكربونية الأقل حتى إن كانت الأعلي سعرًا مما يساهم في خفض الانبعاثات.

كما يعمل المركز أيضًا على إصدار و بيع شهادات الكربون للمشاريع التي نجحت في خفض الانبعاثات، وتلك الخدمة إحدى الخدمات المميزة لدينًا أيضًا.

  • نود التعرف على أهم الجهات المتعاونة مع المركز سواء كانت تلك الجهة من الحكومة أو القطاع الخاص أو المجتمع المدني، وما الذي نتج عنه ذلك التعاون؟

نتعاون حاليًا مع مكتب الأمم المتحدة للاتفاق العالمي، وهي إحدى مؤسسات الأمم المتحدة المعنية بالتغييرات المناخية، وذلك لوضع برنامج تدريبي متميز لرفع الوعي البيئي بالانبعاثات، بجانب توضيح أفضل الطرق لممارسة الاستدامة.

وعلى الجانب الحكومي، قامت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، بحضور الجلسة الخاصة بالمركز خلال مؤتمر المناخ COP27، والذي انعقد في مدينة شرم الشيخ، والتي قدمنا خلالها كيفية تحويل خفض الانبعاثات إلى مصدر دخل محتمل.

  • ما خطة عمل المركز خلال الفترة المقبلة والأهداف التي سيعمل على تحقيقها؟

نعمل حاليًا علي عدة مشاريع مع القطاع الخاص، وأيضًا قطاع البترول، كما نعمل على إطلاق منصة رقمية لتقديم دورات للتوعية بالتغييرات المناخية، وكافة الأمور المتعقلة بهذا الملف المهم.

  • هل تلتزم جميع المؤسسات والشركات بإصدار التقارير الخاصة بالبصمة الكربونية؟

غالبية الشركات في دول الاتحاد الأوروبي تحديدًا تفصح عن تقارير البصمة الكربونية، حيث أنها تكون مطلوبة من تلك الشركات بقوة القانون، أما في بقية دول العالم فقط الشركات التي تؤمن بهذا الموضوع وتأثيره علي الكوكب هي التي تفصح، وعمومًا يزداد الوعي يومًا بعد يوم.

  • حدثنا عن أسباب الانبعاثات الحرارية ومسببات البصمة الكربونية للإنسان، وما السبب في زيادة رقعتها؟

هناك سببين رئيسيين للانبعاثات علي مستوى الكوكب، وهما إنتاج الطاقة الكهربائية، والنقل بكافة أشكاله وأنواعه، ويمثلان نحو 70% من الانبعاثات العالمية، ومع تزايد السكان عالميًا يزداد الاحتياج إلى الطاقة وأيضًا نقل البضائع والأشخاص مما يتسبب في زيادة رقعة الانبعاثات الحرارية على مستوى العالم.

  • كيف ترى الجهود المبذولة من قبل الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص في التحول للأخضر، وهل هي كافية في الوقت الحالي؟

أعتقد أن الجهود المبذولة حاليًا مُرضية وتتماشي مع الوضع الحالي، وأعتقد أنها سوف تزيد بشكل أكبر في الفترة المقبلة.

  • هل تتأثر مصر بغازات الاحتباس الحراري الموجودة في الدول البعيدة عنها جغرافيًا، وهل توجد دولة آمنة من مخاطر الانبعاثات على مستوى العالم؟

التغييرات المناخية لا تعرف الحدود وستطال الجميع بلا هوادة، ولكن الدول الغنية لديها من الأموال ما يمكن أن يوفر لهم المواءمة والتعايش مع المشاكل التي سوف تحدث، وذلك علي عكس دول العالم الثالث والتي للأسف ستعاني بشدة، ويكفي أن أذكر أن المطلوب سنويًا لتطبيق وسائل التعايش والمواءمة هو 100 مليار دولار، والذي يتم إنفاقه حوالي 12 مليار فقط.

  • غالبية البشر على الكوكب يدركون المخاطر البالغة للانبعاثات، ولكن السؤال الذي يشغلهم هل هناك أمل بالفعل في حماية الكوكب والعودة به لصفر كربون؟

الوضع الحالي للانبعاثات يضعنا في نطاق حوالي 4 أو 5 درجات زيادة حتي 2100، وهو وضع كارثي وستصبح الحياة شبه مستحيلة، لذا يلزم من الاتحاد الأوربي وأمريكا والصين وهم أكبر مصادر الانبعاثات الحرارية والذين ساهموا بـ 60% من الموقف القائم الآن الالتزام بدفع المبالغ المطلوبة لتقليل الانبعاثات.

2045 تقريبًا هو العام الذي سينضب فيه البترول وفي 2065 تقريبًا سينفذ الغاز الطبيعي، ويظل الفحم حتى عام 2100، وبالتالي سيكون هناك صفر كربون، ولكن كيف سنصل إلى تلك التواريخ والوضع الحالي في منتهي الخطورة.

  • ما الرسائل التي تريد توجيهها إلى الشباب المصري؟

أدعوا الشباب المصري إلى القراءة عن التغيرات المناخية على كافة وسائل التواصل الرقمية، وذلك لأنهم سيكونوا مسؤولين عن عمل التغييرات المطلوبة في العقدين القادمين.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة