مقال : ولادة حقبة جديدة لـ”سي إس ار” بفضل ترامب

مقال : ولادة حقبة جديدة لـ”سي إس ار” بفضل ترامب

تطور مفهوم المسئولية المجتمعية للشركات منذ أكثر من عقد من الزمن ، فبدايته لكسب المستهلكين ، ثم تموضعه في إطار مؤسسي عبر إعداد برامج تركز في المقام الأول على تعزيز المصالح ، ثم مع مرور الوقت، صارت برامج المسئولية المجتمعية للشركات أكثر نسقا وذكاء لتتلاقي بين استراتيجية رجال الأعمال والأهداف الاجتماعية والبيئية.

وقال ـ ريد بندي في مقال له نشره موقع “تربل بندت” بعنوان “بفضل ترامب الـ”سي إس ار” صارت أكثر رواجا ـ “منذ قرار حظر السفر الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، ونحن نشهد فصلا جديدا في تطور المسؤولية الاجتماعية للشركات ، تمس أحد أهم أصولها الحيوية ومصالحها المباشرة : موظفيها”.

وأضاف الكاتب “معظم ثقافات ال”سي إس أر” الخاصة بالشركات كانت تسلط الضوء فيما يخص موظفيها على أمور التغذية السليمة وبيئة العمل الإيجابية ، ولكن عندما وصل الأمر إلى تهديد الحكومة الأمريكية لتلك الشركات بمنع هؤلاء الموظفين للحيلولة دون ممارسة أعمالهم ، باتت المسئولية المجتمعية داخل أروقة الشركات نفسها ـ واتخذت معنى جديدا تماما ، حيث أجبرت الشركات على العمل وبشكل أكثر إلحاحا ليس فيما يخص مصالح المجتمع فقط ولكن لمصالح موظفيها أيضا.

وأكد الكاتب أن رواد صناعة تكنولوجيا المعلومات ابتداء من “ليفت حتى جوجل” كانوا في خطوط المواجهة الأمامية للفعالية نظمتها مئات الشركات ليس فقط للإعلان عن رفضهم لسياسة ترامب التي ترسخ للعنصرية على أساس التمييز الديني ، ولكن أيضا تؤثر تأثيرا مباشرا وعميقا على قدرة هذه الشركات على العمل.

وقال الكاتب “في حين أن الدور التاريخي الذي صممت لأجله المسئولية المجتمعية للشركات كان لمساعدة من هم خارج أروقة الشركات ، فجأة يتم إجبار هذه الشركات على الدفاع عن طاقمها لاسيما وأنهم سيعانون ويتحملون تكلفة باهظة من فقدان موظفيهم الأكثر كفاءة وجدارة.

وأضاف الكاتب أنه قبل قرارات ترامب بحظر السفر ، لو بحثت عن أعداد الشركات العامة الكبيرة التي تعمل مبادرات لصالح اللاجئين ، واحدة من الأسماء التي قد تطفوا لك على السطح “TripAdvisor” التي تحشد الملايين سنويا لدعم برامج الإغاثة العالمية بالمناطق المنكوبة ، ولكن اليوم وبعد قرارات ترامب ، وبين عشية وضحاها ، تشهد المئات من الرؤوساء التنفيذيين للشركات يصطفون وبشكل جماعي لدعم حقوق الإنسان الأساسية، ومناهضة التمييز الديني ، وعدم الإمتثال لقرارات ترامب.

واختتم الكاتب قائلا “بالتأكيد، لا أحد ينظر لدونالد ترامب على أنه بطل من أبطال المسئولية المجتمعية للشركات ، ولكن تصرفاته تسببت عن غير قصد بتعبئة وحشد الشركات المعنية بشكل لم تشهده الأمة الأمريكية والعالم من قبل”.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة